غزة – الرأي/ متابعة خاصة
وجّه رئيس الوزراء، إسماعيل هنية، رسالة قوية إلى قادة العدو الذين يتوّعدون غزًة بإعادة احتلالها، قائلاً: "نسمع ونرى تهديدات قادة العدو لغزّة وللمقاومة، ويتغابى البعض منهم ساعياً لاحتلال غزة من جديد، ونحن نعلنها للكون أن زمن التهديدات قد ولّى إلى غير رجعة".
وأضاف هنية، في كلمته خلال مهرجان "الوفاء والثبات على درب الشهداء" اليوم الأحد بساحة السرايا وسط مدينة غزة، أن "أي حماقة سيرتكبها العدو ستكلّفه غالياً، ونجدّد القول إن دم الياسين ما يزال في رقبته"، مؤكداً أن "المقاومة قويت وتطورت أضعافاً مضاعفة، وما خفي عن العدو أكبر مما تقدرون".
شحادة وعرفات
كما دعا إلى عدم اقتصار التحقيق بخصوص ملفي اغتيال الشهيدين ياسر عرفات وصلاح شحادة على إطار حركة فتح، بل توسيعه ليطال الإطار الوطني العام، مطالباً بتشكيل لجنة تحقيق وطنية.
وأكد هنية أن "حماس" ليست طرفاً في الإشكالات والخلافات الداخلية في حركة "فتح"، كما أنها لا تقتات على صراع الآخرين، داعياً إلى الخروج من دائرة الاتهامات التي لا أساس لها.
وشدّد على عدم تدخل الحركة في الشؤون الداخلية بسوريا ومصر أو أيٍّ من الدول العربية الشقيقة، قائلاً: "ليس لنا أي دور أمني في سيناء أو أي منطقة عربية، فحركة "حماس" حركة تحرّر وطني فلسطيني، معنية بقضيتها الفلسطينية وتحرير أرضها".
عارٍ عن الصحة
وبيّن أن "كل ما وجّه للحركة من اتهامات بالتدخل هنا وهناك هو أمر عارٍ عن الصحة"، مطالباً بالتوقّف عن شيطنة "حماس" وغزّة والفلسطينيين تحت هذه الذرائع، والتوقّف كذلك عن معاقبة سكان قطاع غزّة.
وتساء ل هنية باستنكار: "لماذا تعاقب غزّة؟ تعاقب لأنها صمدت وتصنع من الركام ورفات الشهداء رايات النصر والتحرير؟ أم لأنها قالت لا لإسرائيل؟ أم لأنها رفعت البندقية وانحازت إلى خيارات الأمة وأرادت تحرير القدس؟
واستعرض هنية خارطة طريق للخروج من المأزق، تمثّلت في الدعوة لإنهاء الانقسام وبناء الوحدة الوطنية والنظام السياسي في إطار السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية على قاعدة الانتخابات والشراكة.
كما طالب بوقف المفاوضات مع العدو وعدم تمديدها تحت أي ذريعة، داعياً المفاوض إلى الانسحاب من هذه العملية العبثية بعد إثبات فشلها.
بناء استراتيجية موحدة
وشدّد هنية على ضرورة العمل سريعاً على بناء استراتيجية وطنية واحدة، وعلى رأسها المقاومة المسلحة، ليتسنى لفصائل المقاومة التحرك على الأرض نضالياً وميدانياً ودبلوماسياً وفقاً لهذه الاستراتيجية.
وأضاف أن "حماس تمرّ بمرحلة صعبة وتحديات قاسية، ولكنها ليست مأزومة ومرعوبة"، مؤكداً أن هذه المرة ليست الأشد، والصراع مع المحتل ليست قضية خاضعة للحسابات البشرية المادية.
وبيّن أن غزّة محاصرِة وليست محاصرَة، فهي تصنع من العدم توازن الرعب ومن الركام تزلزل "تل أبيب"، مشدداً على أن "شعبنا الفلسطيني يتوحّد بالمقاومة وتشتته المفاوضات والمساومات".
واستحضر هنية ما جرى أمس السبت في مخيم جنين، ليؤكد أن المقاومة الفلسطينية توّحد الفلسطينيين على اختلاف انتماءاتهم الفصائلية، وذلك بعد أن استبسل عنصران من كتائب شهداء الأقصى وسرايا القدس في الدفاع عن القائد الميداني في كتائب "عز الدين القسام" حمزة أبو الهيجا، إلى أن قضوا جميعهم شهداء.
وحول الهدوء الحذر الذي يخيم على غزّة، قال هنية: "يظن البعض أن الهدوء الذي يخيم على غزّة هدوء الضعيف والمستكين، لكنه هدوء يسبق الرد العملي على العدو الصهيوني من البر"
"خذوا كل الكراسي"
كما وجّه هنية رسالة قوية إلى سلطة رام الله الممعنة في طريق المفاوضات والمساومات، قائلةً: "لسنا طلاب مناصب وكراسي، خذوا كل الكراسي والمناصب، وابقوا لنا الوطن، لا تفرطوا بالقدس وحق العودة"، مؤكداً على عدم الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي وضرورة التقاط صانعي القرار داخل فلسطين وخارجها رسالة هذا المهرجان .
وأشار هنية إلى أن الهدف من محاصرة غزّة والعدوان المستمر الذي تتعرّض له من الاحتلال وبعض الأنظمة العربية، هو التخلي عن الثوابت الوطنية والرجوع عن خط المقاومة، وإشعار الشعب الفلسطيني أن التمسك بهذه الثوابت أكبر من طاقته.
وتابع: "إذا كان القرار هو الحصار، فإن قرارنا هو الانتصار"، لافتاً أيضاً إلى أن الأنفاق تدشّن استراتيجية جديدة في الصراع مع العدو، ومحذّراً العدو بالقول: "من تحت الأرض ومن فوق الأرض، ستخرجون أيها المحتلون، فلا لقاء لكم على أرض فلسطين"
تصوير/ عبد الحكيم أبو رياش