غزة- الرأي- عبد الله كرسوع:
لم تألُ المقاومة الفلسطينية جهداً في سبيل إطلاق سراح الأسرى من سجون الاحتلال، فكرست لذلك الهدف عمليات خاصة حاولت من خلالها أسر جنود صهاينة ومبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين.
وعلى مدار سنوات عديدة، استطاعت أجنحة المقاومة الفلسطينية أن تتعرف على مختلف الوسائل التي تحقق مكتسبات عديدة على مختلف الصعد في التعامل مع قوات الاحتلال الصهيوني التي استخدمت كل وسائلها المنافية لكافة الأعراف والقوانين والأخلاق الدولية التي تعرفها كافة الشعوب للتعامل زمن المعارك والحروب.
و تناولت القناة العبرية أبرز عمليات الاختطاف التي استهدفت صهاينة خلال سنوات طويلة سابقة من الزمن، وذلك خلال تقرير مصور، بث يوم الجمعة.
و بدأت عمليات خطف الجنود منذ الانتفاضة الفلسطينية الأولى في العام، فكانت عملية اختطاف الجنديين "الإسرائيليين" ايلان سعدون وافيس سبورتاس حيث استطاعت كتائب القسام أن تحتفظ بجثة الجندي إيلان سعدون سبعة أعوام كاملة، رغم المحاولات الحثيثة التي قام بها جهاز الشاباك من أجل حل لغز هذه القضية حتى تم العثور عليه في أحد كروم الحمضيات قرب تل الربيع.
وبعد عامين من هذه العملية وبتاريخ 14/12/1992 وفي ذكرى انطلاقة حركة حماس أعلنت كتائب القسام عن اختطافها جندياً "إسرائيلياً" يدعى نسيم طوليدانوا، وأمهلت حكومة الاحتلال حتى الساعة التاسعة من أجل إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين ورفاقه وإلا فإنها ستقوم بقتله حيث أبعد على إثرها 415 من قيادات حماس والجهاد الاسلامي إلى مرج الزهور.
وبعد أقل من عام وفي شهر آب من العام 1993حاولت كتائب القسام احتجاز حافلة في القدس حيث اختطف ثلاثة قساميين يترأسهم الشهيد ماهر أبو سرور حافلة تابعة لشركة ايغد، وانتهت العملية باستشهاد اثنين من مقاتلي القسام وإصابة ثالث وقتل عدد من الجنود بعد ملاحقة الشرطة للحافلة المخطوفة.
وبتاريخ 9/10/1993 هاجم مجاهدو القسام اثنين من جنود الاحتلال كانا يقضيان إجازتهما في وادي القلط السياحي بمنطقة أريحا، بهدف أسرهما, ولكنّ الجنديين أبديا مقاومة مما اضطرّ المجاهدين لإطلاق النار عليهما وقتلهما، والعملية من تخطيط المهندس الشهيد يحيى عياش.
وبتاريخ 21/10/1993 تمكن مجاهدٌ قسامي من أسْر "إسرائيلي" وقتله قرب قرية “بيتين” قضاء رام الله، فيما عاد المجاهد إلى قواعده بسلام تحفظه رعاية الرحمن.
وفي بتاريخ 24/10/1993 تمكّن مجاهدو القسام من الوحدة المختارة (107) بقيادة الشهيد محمد شهوان، من أسْر وقتْل الرقيب الصهيوني “يهود روك” والعريف “إيلان ليفي” والاستيلاء على جهاز لاسلكي كان بحوزتهما إضافة إلى أوراقهما الثبوتية وسلاحيهما من نوع (M16)، وذلك أثناء وقوفهما على الطريق المؤدي إلى مغتصبة “جاني طال” المحررة القريبة من خانيونس جنوب قطاع غزة.
ولم تتوقف محاولات القسام في أسر "إسرائلييين" لمبادلتهم بالأسرى، ففي شهر تشرين أول عام 1994 حاول القسام احتجاز رهائن داخل أحد المطاعم حيث اقتحم القساميان حسن عباس والمجاهد المصر عصام الجوهري مطعما يوجد به نحو 45 صهيونيا واحتجزوا من فيه من رهائن لعدة ساعات، إلا أن الوحدات الخاصة اقتحمت الموقع واشتبكت مع المقاتلين وأسفرت العملية عن مقتل ثلاثة صهاينة وجرح نحو40 آخرين، فيما استشهد القساميان.
وفي ذات العام اختطف القساميون صلاح جاد الله وعبد الكريم بدر وحسن تيسير النتشة الجندي "نخشون فاكسمان" في صبيحة الأحد 9/10/1994 ونقلوه من القدس إلى بلدة بير نبالا ليحتجزاه لمدة ثلاثة أيام إلا أن العملية انتهت بمقتل الجندي المختطف مع قائد الوحدة "الإسرائيلية" المهاجمة وجرح جنود آخرين واستشهاد مقاتلي القسام .
وواصلت الكتائب عمليات الخطف في العام 1994 فاختطفت الجندي "اريك فرنكتل" في شهر تموز حين قام مقاومان من كتائب القسام باختطاف الجندي فرنكتل عن إحدى محطات الحافلات حيث دفعت اقتحامات الاحتلال وتشديداته المختطفين إلى قتل الجندي وإلقاء جثته على قارعة إحدى الطرق .
وشهد العام 1996 اختطاف القسام للجندي شارون ادري"، من مدينة القدس على يد خلية صوريف حيث احتفظت بجثته سبعة أشهر كاملة وسط تخبط صهيوني واضح بعد أن أخفته في أحد الكروم.
وفي عام 2005 وفي 27/9 نفذت مجموعة من كتائب القسام في رام الله عملية استدراج ضابط الاستخبارات ساسون نورائيل (55 عاما) إلى خارج مستعمرة بسغات زئيف ومن ثم تم تكبيله ونقله إلى مدينة رام الله، وطالب القسام بإطلاق سراح أسرى بعد الهجمة "الإسرائليلية" البشعة على حقوق الأسرى ومكتسباتهم في تلك الفترة، انتهت بقتل الضابط وإلقاء جثته قرب مكب النفايات في بيتونيا بعد أن تم تصويره وهو يناشد شارون بإطلاق سراح الأسرى من أجل الحفاظ على سلامته.
اختطاف شاليط
ومن عمليات الخطف الأنجح في تاريخ القضية الفلسطينية عملية خطف الجندي جلعاد شاليط التي نفذتها "حركة حماس" في شهر حزيران من العام 2006 بعد اقتحام موقع كرم أبو سالم جنوب غزة والذي تمت صفقة التبادل به قبل عام وأطلق سراح ألف من أسرانا من سجون الاحتلال.
كما وتواصلت محاولات الخطف لإضافة أصدقاء للجندي جلعاد شاليط أثناء الحرب على غزة في العام 2009 حيث تمكن عناصر من كتائب القسام من أسر جنديين أثناء معاركهم التي خاضوها مع قوات الاحتلال في شمال وشرق غزة، وبتدخل من الطائرات التي قصفت الجنود والمقاومين ما أدى إلى إفشال العملية.
وكان فجر الجمعة قد أعلن الاحتلال اختفاء 3 مستوطنين من مستوطنة "غوش عتصيون"، شمالي مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، ولم تعلن أي جهة حتى اللحظة مسئوليتها عن هذه العملية
ولم تتبنَ أي جهة فلسطينية مسؤولية الخطف، ولا توجد معلومات حول حادثة الخطف حتى اللحظة.