تضج مواقع التواصل الاجتماعي بالخبر الوارد من مشافي الأردن المختصة في علاج أمراض العيون، والذي يحمل بين طياته توصيفاً نهائياً لحالة العين اليسرى المصابة بقنبلة غاز مباشرة للصحفي المصور عطية درويش والتي فقدت الإبصار بشكل نهائي ووصلت حالة عجزها عن الرؤية بنسبة 100%.
الصحفي المصور الذي يعمل في وكالة "الرأي الفلسطينية" عطية درويش كان على علم أنه بمجرد تصدره ميدان تغطية أحداث مسيرات العودة وفك الحصار سيعرض حياته للخطر في أي لحظة، إلا أنه رغماً عن ذلك لم يتوانى لحظة عن التواجد في أرض الميدان المشتعلة بالأحداث، ليصاب خلالها بقنبلة غاز مباشرة في عينه اليسرى تعمداً من قوات الاحتلال الاسرائيلي المتمركزة على الحدود.
القوانين الدولية التي تحرم الاعتداء على مهنة الصحافة والتعدي على أصحاب تلك المهنة الحرة لاعتبارات دولية، لم تشفع للصحفي "درويش" بالعلاج في مستشفيات الداخل المحتل رغماً عن إصابته المباشرة وهو يرتدي زيه الصحفي المخطوط عليه كلمة Press.
إصابة الصحفي عطية درويش في عينه اليسرى دشنت لديه رحلات علاج لا نهاية لها في الدول المجاورة، وبدأت معها قصص المعاناة في الخروج من معبر رفح البري الذي يتمتع بأعلى درجات المعيقات وطول الانتظار أمام أبوابه المكدسة بالحالات المرضية وطلبة الجامعات.
رغماً عن ذلك لم تتوقف الرسالة ولم تكن الإصابة لعين الصحفي أودته لطريق النهاية على صعيد العمل الصحفي الحر للمصور عطية درويش، بل دفعته للمزيد من بذل الجهد في الكشف عن الجرائم المرتكبة بحق القضية الفلسطينية وشعبها الفلسطيني الأعزل.
مضى العام الأول على إصابة الصحفي درويش بعينه قبل أن تتوصل الفحوصات بإعلان عجز عينه عن الرؤية تماماً، وبين تلك الرحلات العلاجية التي شملت مشافي الأردن ومصر فقد فاز بعدد من الجوائز الدولية.
وفي إكماله لمسيرة علاجه التي بنى عليها أملاً في استرداد صحة عينه ولو بنسبة قليلة، فقد تلقى "درويش" خبراً بعد فحوصات أجراها في مشافي الأردن بفقدانه البصر في عينه اليسرى بشكل تام متأثراً بإصابته بقنبلة غاز ألقاها الاحتلال خلال تغطيته فعاليات مسيرات العودة شرق غزة.
عدا عن اجتهاده في عمل عدد من المعارض الخاصة بتصوير عدسته والتي حملت رسائل مباشرة في إيضاح مشاهد وصور الانتهاكات الممارسة ضد الصحفيين وضد الحقيقة ذاتها.
وكانت جائزة العودة للأفلام الوثائقية آخر الجوائز التي حصل عليها في عمله الصحفي المشارك في المسابقة الذي حمل عنوان "رسل الحقيقة"، والذي يحاكي معاناة الصحفيين الفلسطينيين أثناء عملهم الميداني.
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي وضع استهداف عيون الصحفيين والمصورين منهم تحت طائلة استهدافاته الممنهجة لثنيهم عن تغطية الأحداث وكشف الحقيقة، وكان منهم الصحفي معاذ عمارنة في الضفة المحتلة والصحفي عمار مصران في قطاع غزة والصحفي عطية درويش.