الجلوس تحت أشعة الشمس أمام البحر مع القليل من الـ SPF والبدء بقراءة كتاب جديد يبدو أمر رائع والعطلة هكذا ينبغي أن تكون، تذهب إلى عملك كل يوم تحت أشعة الشمس إنه يبدو أمر عادي جدًا، ولكن بعد بضع صفحات وبعد بضع خطوات ستبدأ حروق الشمس للوجه وعلاجها سيكون هدفك.
تحتاج حروق الشمس حتى تبدأ إلى أقل من 15 دقيقة من التعرض لأشعة الشمس وبعد ساعة أو ساعتين تبدأ الأعراض بالظهور بشكل واضح وتزداد وتطور خلال الأيام الثلاثة التالية، ولأن الأمر ليس بمزحة ولا يتوقف هنا يكون من الضروري التعرف إلى كل ما يخص حروق الشمس للوجه وعلاجها
حروق الشمس للوجه
حروق الشمس هي تفاعل (رد فعل) التهابي نتيجة لتأثير الأشعة فوق البنفسجية ultraviolet (UV) radiation والذي يحدث في الطبقات السطحية من الجلد، وبشكل أساسي في الطبقات التي تحتوي الميلانين.
الميلانين هو صباغ يعمل على إعطاء البشرة لونها والأهم حمايتها من أشعة الشمس، والتعرض المستمر للشمس يعمل على تحفيز إنتاج المزيد من الميلانين لخلق المزيد من الحماية وهذا ما يؤدي إلى اسمرار لون البشرة.
تختلف كمية الميلانين في الجلد من شخص لآخر وذلك بفعل العوامل الوراثية وهذا ما يفسر اختلاف تأثير أشعة الشمس بالنسبة لكل شخص، فبعض الأشخاص يصابون بالحروق وبعضهم يسمرون، وبشكل عام فإن احتمال الإصابة بالحروق يرتفع بالنسبة لأصحاب البشرة الفاتحة ويمكن أن يسبب التعرض المستمر للشمس بالنسبة لهم أعراض مثل التقشر والاحمرار والتورم والألم.
تتراوح شدة حروق الشمس بين الخفيفة إلى شديدة (قروح)، ولكن حتى بدون الحروق ما يزال تأثير الشمس على البشرة خطير ويزيد من احتمال الإصابة بسرطان الجلد، وذلك لأن الشعور بالحرارة ينتج عن الأشعة تحت الحمراء بينما التأثير الخطير يكون بسبب الأشعة فوق البنفسجية.
بعد التعرض لحروق الشمس ببعض أيام يمكن أن تلاحظ تقشر البشرة وهذا يعني أن الجلد يعمل على التخلص من الخلايا التالفة ولكن انتبه ولا تقم بتقشيره بنفسك بل أعطه الوقت ليتم ذلك بشكل تلقائي.
أسباب حروق الشمس للوجه
أنت تعلم بالفعل أن السبب خلف هذا التأثير هو الأشعة فوق البنفسجية أما بالنسبة للحرارة وسخونة الجلد فهو بفعل الأشعة تحت الحمراء، ولكن هناك عوامل تكمن خلف زيادة الحروق وهي:
التعرض لأشعة الشمس لمدة طويلة دون حماية حتى مع وجود الغيوم.
التعرض لأشعة الشمس في أوقات الذروة بدون حماية حتى ولو لمدة قليلة.
نوع البشرة وكمية صباغ الميلانين فيها ويعود ذلك إلى عوامل جينية.
تطبيق كريمات ومواد تزيد من خطر حروق الشمس وحساسية البشرة لها مثل التعرض لأشعة الشمس مع وجود الفازلين أو مختلف الزيوت والكريمات الليلية والمستحضرات التي لا تحتوي عامل حماية من أشعة الشمس.
الحماية من حروق الشمس للوجه أم الحصول على فيتامين D؟
أشعة الشمس هي السبب الأساسي في سرطان الجلد ولكنها في الوقت ذاته تعتبر المصدر الأهم لفيتامين D وهو بدوره مهم جدًا لصحة الجسم بشكل عام ولتقوية العظام بشكل خاص، إذن هل علينا التخلي عن أحدهما في مقابل الآخر؟
بالطبع لا، فيمكن الحماية من تأثير الأشعة فوق البنفسجية والحصول على فيتامين د عن طريق اتباع طريقة صحية وصحيحة في التعرض لأشعة الشمس كما يلي: التعرض للشمس خلال ساعات الصباح عندما تكون الإصدارات من الأشعة أقل ما يمكن بالإضافة إلى تجنب التعرض لمدة طويلة.
أعراض حروق الشمس
تختف أعراض حروق الشمس للوجه من شخص لآخر فيمكن أن تحصل الحروق خلال 15 دقيقة من التعرض لأشعة الشمس كما يمكن ألا تعاني من الاحمرار في البداية أي خلال الساعات الأولى من التعرض للشمس ويمكن أن يبدأ الاحمرار والأعراض خلال الـ 12 إلى 24 ساعة التالية وتتطور هذه الأعراض خلال 72 – 24 ساعة التي تلي ذلك أما تشافي الحروق فيحتاج إلى بضع أيام في الحالات العادية.
بشكل عام فإن الحالات العادية من الحروق لا تؤدي إلى ظهور علامات وأعراض خارج حدود المنطقة المعرضة للحرق ولكن في الحالات المتقدمة والحادة يمكن أن تنتشر الأعراض وفي مثل هذ الحالات يكون من الضروري الحصول على الرعاية الطبية، أما عن الأعراض التي ترافق الحروق في حالات العادية فهي:
البشرة الوردي أو احمرار الجلد.
الشعور بحكة في أماكن الحروق.
الشعور بوخز أو انزعاج في مختلف أنحاء الجلد.
ارتفاع حرارة البشرة وسخونة الجلد.
طفح جلدي في مناطق الحروق أو نمش.
ألم الجلد وحساسيته للمس.
ملاحظة: إن الثلوج والرمال والإسمنت والماء كلها تعمل على عكس أشعة الشمس على بشرتك ومضاعفة تأثيرها أي أن الحروق سوف تكون أكثر حدة لذا لا بد من آخذ الحذر عند التواجد في مثل هذه البيئة.
مخاطر التعرض لأشعة الشمس
حروق الشمس للوجه وللمناطق المختلفة من الجسم تؤذيك بأكثر من طريقة، وهذه الطرق هي:
ألم الجلد والشعور بالوخز والإزعاج.
احمرار البشرة ومن ثم تحول لونها إلى البني واسمرارها.
تلف الخلايا الجلدية وتدمير إنتاج الجديد منها ما يؤدي إلى تقشر وجفاف وبقع داكنة وترهل وشيخوخة الجلد.
حروق أكثر حدة في الحالات التي تترافق مع شحوب البشرة.
التعرض المتكرر لأشعة الشمس وحروقها يحفز تطور السرطانات لأنه يؤدي إلى تغيير في الجينات المسؤولة عن تثبيط الورم وبالتالي تكون الخلايا المصابة لا تتمتع بفرصة الإصلاح قبل تطور السرطان.
متى تحتاج حروق الشمس إلى الطبيب؟
إن الأشعة فوق البنفسجية خطيرة وتختلف درجة خطورة حروق الوجه والجسم من شخص لآخر ومن حالة لأخرى ولكن لا بد من آخذ الحذر والحصول على استشارة طبيب الجلدية في حال لاحظت الأعراض التالية:
لون البشرة الباهت الفاتح أو البيض.
نمش كثيف أو طفح جلدي أحمر أو بني.
لديك تاريخ عائلي مع السرطان.
الشعور بألم شديد وحرقة.
ارتفاع درجة الحرارة.
انخفاض ضغط الدم.
صداع.
دوار.
غثيان وفي بعض الأحيان يترافق مع إقياء.
في حال كانت الأعراض لا تتحسن ببضع أيام.
في حال كانت الحروق تزداد سوء.
عند وجود تقرحات وقيح.
تورم الجلد وتطور هذا التورم.
وجود العديد من الشامات على الجلد.
لديك مشاكل صحية أخرى وتتناول أدوية معينة.
بعد التعرض لمدة طويلة لأشعة الشمس الحادة.
إن كنت تعيش في المناطق الحارة التي تكون أِشعة الشمس فيها قوية.
حروق الشمس للوجه وعلاجه
لا يوجد علاج لحروق الشمس للوجه فيما عدا الصبر وانتظار التشاف الذاتي، ولكن يمكن التعامل مع الأعراض والتخفيف من حدتها ومنع تطورها من خلال:
شرب الكثير من الماء لأن التعرض لأشعة الشمس يمكن أن يؤدي إلى جفاف الجسم لذا عليك التأكد من تناول حوالي 2 ليتر منه بشكل يومي.
التبريد السريع للجلد بعد التعرض لأشعة الشمس إما بتطبيق كمادات من الثلج أو الحصول على حمام بارد أو مجرد توزيع كمية من الماء على البشرة (في حال عدم توفر الثلج أو الحمام البارد).
الامتناع عن استخدام الصابون على البشرة لأن المواد الكيميائية الموجودة فيها يمكن أن تزيد من حدة الأعراض وتسبب التهيج الجلد.
الحصول على دواء للبشرة من الصيدلية (توجد الأنواع التي لا تحتاج إلى وصفة طبية) ويفضل اختيار العلاجات بشكل بخاخ بدلًا من مرهم ليسهل تطبيقها على البشرة.
يمكنك ترطيب البشرة ولكن بعيدًا عن المكونات التي تضمن الزيوت بينها لأنها تعمل على رفع درجة الحرارة وتزيد من سوء الحالة.
الحصول على مسكنات الألم للحد من ألم الحروق والإزعاج والوخز.
تجنب تقشير البشرة بنفسك بل اتركها للتشاف الذاتي.
الحد من الالتهاب في بعض الحالات من خلال الحصول على مضاد التهاب (يفضل استشارة الطبيب).
الحصول على استشارة طبيب الجلدية أو الرعاية الطبية.
الوقاية من حروق الشمس للوجه
الوقاية دائمًا تعتبر الحل الأفضل وخاصة عندما تكون المشكلة أكثر خطورة من المتوقع، لذا لا بد من الحماية من حروق الشمس للوجه وللجسم بشكل عام، وذلك عن طريق:
شرب كمية كبيرة من الماء.
تطبيق كريم الحماية من أشعة الشمس بعامل حماية SPF 50 وأكبر على أن يتم توزيعه على البشرة قبل التعرض للشمس بحوال نصف ساعة وتكرار تطبيقه في حال التعرض المستمر لها لمدة تزيد عن 3 ساعات.
تطبيق كريم الحماية كل يوم حتى في الأيام الغائمة أو في الصباح الباكر أو قبل الغروب.
الاعتماد على النظارات الشمسية ذات المساحة الكبيرة بالإضافة إلى القبعات التي تغطي معظم الوجه.
ارتداء الملابس الفاتحة القطنية الناعمة.
تجنب التعرض لأشعة الشمس خلال أوقات الذروة.
إنه لأمر مذهل كيف أن عدد كبير جدًا من الأشخاص يستمرون بالتعرض لأشعة الشمس دون حماية منها إلى أن تصبح بشرتهم حمراء ومن ثم بنية وبعدها يتم التحرك نحو العلاج، ولكن لا بد من حماية البشرة من الشمس ومن ثم فور وصولك إلى البيت سيكون عليك تبريد بشرتك بالماء والتأكد من تطبيق المستحضرات والمكونات المناسبة لضمان الحماية من تأثير الشمس.