أربعة مواد أساسية حددتها وزارة التربية والتعليم لإجراء دراسية علمية مبنية على أسس معلوماتية لتحديد مستوى الطلاب في المراحل الأساسية للصف السادس وحتى الثاني عشر، لمادة اللغة العربية والانجليزية والرياضيات والعلوم، على إثر انقطاع الطلبة عن التعليم الوجاهي لأكثر من عام بسبب أزمة جائحة كورونا.
نائب مدير عام الامتحانات جمال يوسف، قال لـ"الرأي" إن هذه الدراسة تجري على مستوى الوطن وقد استقطبت عدد من المدارس الحكومية ومدارس وكالة الغوث وصل عدد مشاركة الأخيرة إلى مئة وستة وثلاثين مدرسة من الصف السادس وحتى الصف التاسع.
وكان اليوم الخميس آخر يوم لتقديم الطلبة للامتحانات التي ستحدد فيما بعد نسبة الفاقد التعليمي لدى الطلبة، وطبيعة العجز الذي سببه الانقطاع عن التعليم الوجاهي، والتي على أساسها ستحدد التعليم حزمة من البرامج المناسبة لسد العجز التعليمي وبناء جيل حقيقي يستند إلى مراحله التعليمية الطبيعية، بحسب نائب مدير عام الامتحانات يوسف.
وأكد يوسف على أن الطالب لم يطلب منه بذل المزيد من المجهود لمطالعة السنوات السابقة ودراستها لإثبات نجاحه، بل إن الدراسة تعتم على تقديم الطالب للاختبار والإدلاء بالمعلومات والمهارات التي يمتلكها تلقائيا.
وعبر يوسف عن التفاعل الإيجابي الذي بدر عن أولياء الأمور إزاء تقديمهم للاختبارات القياسية، ما ساعد على إيجاد بيئة إيجابية لإنجاح الدراسة العلمية بجهود دوائر وزارة التربية والتعليم في كافة أنحاء الوطن.
جولة تفقدية
وتفقد وفد من مديرية التربية والتعليم بالوسطى بجولة على المدارس لمتابعة تطبيق دراسة الفاقد التعليمي بمدارس الوسطى على العينة التي تم اختيارها من الصفوف (السادس، السابع، الثامن، العاشر، الثاني عشر) في أربعة مباحث هي اللغة العربية واللغة الإنجليزية والعلوم والرياضيات. وقد ضم الوفد مدير الدائرة الفنية أ. محمد حمدان، ومنسقة الدراسة بالوسطى رئيس قسم التدريب أ. رهام البشيتي، وعدد من المشرفين التربويين.
وتحدث حمدان عن أهمية الدراسة التي تهدف لقياس الفاقد التعليمي الذي يعتبر مشكلة تربوية خطيرة يجب علاجها والعمل على معرفة الفجوة بين ما كان مخطط إكسابه للطلبة من نتاجات مطلوبة وما حصلوا عليه فعلياً، وقياس انعكاس جائحة كورونا وما صاحبها من إجراءات على العملية التعليمية. وأضاف حمدان أن الهدف من هذه الدراسة والامتحان هو وضع الخطط والبرامج المستقبلية لتجاوز المعيقات والعقبات وعدم تكرارها.
من جانبها أكدت منسقة الدراسة خلال الجولة على أهمية متابعة امتحانات الفاقد التعليمي بدقة ومهنية عالية، لتكون النتائج حقيقية ويمكن البناء عليها مستقبلاً من خلال الخطط التطويرية والعلاجية التي تضعها وزارة التربية والتعليم العالي، مشيدة بدور المدارس واللجان وتعاونهم في تنفيذ وإنجاح الدراسة.
والجدير بذكره أن الفاقد التعليمي يرتبط بمشكلات أخرى مثل: التسرب المدرسي، وقلة الموارد البشرية من المعلمين الأكفاء، وارتفاع عدد الطلبة داخل الصف الواحد، وحديثًا شكل فيروس كورونا سببًا رئيسًا لقضية الفاقد التعليمي بل أصبح السبب الأول في تعميق انتشار هذه القضية.