أخبار » تقارير

الدفاع المدني .. جهود استثنائية وإمكانيات ضعيفة!

07 أيلول / أغسطس 2022 11:38

غزة – خاص الرأي:

رغم الحروب المدمرة التي يشنها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ضد قطاع غزة، وما يتخللها من اعتداءات متكررة، إلا أن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة استطاع الصمود أمام هذه الظروف، من خلال التخطيط السليم، والشراكة مع كافة الجهات ذات الاختصاص.

الإمكانيات المحدودة لم تقف أبداً عائقاً أمام رجال أخذوا على عاتقهم الاستعداد والجاهزية، لخدمة المواطن الفلسطيني، وإنقاذ أرواح المواطنين المحاصرين تحت أنقاض البنايات السكانية التي يتم تدميرها بفعل الصواريخ "الإسرائيلية".

منذ اللحظة الأولى لبدء العدوان "الإسرائيلي" الغادر، مساء الجمعة الماضية، واستهداف شقة سكنية في برج فلسطين بحي الرمال، استنفر جهاز الدفاع المدني كافة كوادره للتعامل مع هذا الحدث، والعمل على إطفاء الحريق الذي اندلع جراء القصف، وإخلاء المواطنين، وتسهيل عمل طواقم وسيارات الإسعاف.

الأمر يزداد تعقيداً وصعوبة خلال ساعات الليل التي يشتد فيها القصف "الإسرائيلي، في مختلف مناطق قطاع غزة، ومع ذلك يبذل رجال الدفاع المدني جهوداً كبيرة في التعامل مع هذا العدوان، خاصة داخل المخيمات المكتظة بالمساكن والسكان، كما حدث في قصف منزل في مخيم "الشعوت" برفح جنوب القطاع.

وفي هذا الصدد أكدت وزارة الداخلية والأمن الوطني أن فرق الإنقاذ واجهت صعوبات في التعامل الميداني، بسبب اكتظاظ المنازل المحيطة بالمنزل المستهدف، وكذلك بسبب قلة الإمكانيات المتاحة للتعامل مع مثل هذه الحالات الميدانية، حيث تحتاج إلى إمكانيات متطورة وثقيلة تستطيع من خلالها فرق الإنقاذ ممارسة أعمالها بأريحية، وهذا ما أدى إلى ارتفاع أعداد الشهداء تحت المنازل المدمرة بعد صعوبة إزالة الأنقاض والوصول للمفقودين.

طواقم المديرية العامة للدفاع المدني، أكدت أنها نفذت خلال 24 ساعة على بدء العدوان "الإسرائيلي" على غزة، 54 مهمة مختلفة، وأن طواقم الإطفاء لديها أخمدت 21 حريقًا شب جراء استهدافات الاحتلال "الإسرائيلي" لمنازل المواطنين، فيما نفذت طواقمها 21 مهمة متنوعة أخرى محافظات القطاع الخمسة.

معدات متهالكة ومهام إنسانية

الدفاع المدني جهاز خدماتي إنساني، يستهدف كل أبناء الشعب الفلسطيني، لا يتوانى عن تلبية نداء الواجب مهما كانت التضحيات، وبالرغم من إمكانياتها الضعيفة، فحياة المواطنين وإنقاذهم من تحت الأنقاض، يعتبر الأولوية لدى رجال الجهاز، الذي يحفرون في الصخر، في ظل ظروف استثنائية فرضها الحصار الظالم لأكثر من 15 عاماً.

حروب خمسة شنها الاحتلال على قطاع غزة، وما تخللها من قصف العديد من مواقع الجهاز؛ كانت كفيلة بتدمير العديد من معدات وسيارات الجهاز، المتهالكة أصلاً بفعل الحصار، والذي وقف حائلاً أمام تطويرها ومواكبتها للتطوير الحاصل في الدول المجاورة. 

وأمام حجم التضحيات من قبل جهاز الدفاع المدني، لا يخفى على أحد أن يقف في بعض المهام عاجزاً أمام صرخات المواطنين والمحاصرين من تحت الأنقاض، خاصة التي تعتمد على المعدات الفنية أكثر من القدرات البشرية، كالحفارات والجرافات ورافعات أوزان، وأجهزة الكشف عن أحياء تحت الأنقاض، وهذا وكله غير متوفر بسبب الحصار ومنع الاحتلال من إدخالها إلى قطاع غزة وفرض القيود وقلة الإمكانيات.

معيقات ومعدات مهترئة

ما زال الاحتلال يمنع دخول الأجهزة والمعدات التي تعتبر ضرورية جداً لعمل جهاز الدفاع المدني، كجهاز التنفس الخاص بعمليات الإطفاء، وكشافات الإنارة اليدوية الخارقة للدخان، إضافة لعدم تلقي الجهاز أي دعم من قبل السلطة الفلسطينية منذ عام 2007م، وهي الجهة الرسمية المسؤولة عن الجهاز، ولكنها تدير ظهرها إلى قطاع غزة وتستثنيه من الدعم والإمكانيات، وتشارك بصورة غير مباشرة في الحصار على غزة.

وأمام هذا الواقع الصعب وقلة الإمكانيات؛ إلا أن طواقم الدفاع المدني تستمر في أداء مهامها على أكمل وجه، وبذل كل جهد ممكن لإنقاذ حياة الأبرياء وممتلكاتهم، مهام إنسانية ووطنية يعتز ويقدرها كل مواطن يلمس هذا العمل، خاصة مع تواصل العدوان لليوم الثالث على التوالي.

متعلقات
انشر عبر
إستطلاع للرأي
جاري التصويت ...
ما مدى رضاك عن أداء المؤسسات الحكومية بشكل عام؟