يتوحش الاحتلال في استباحة دماء الأبرياء تارة في قطاع غزة المحاصر، وتارة أخرى في الضفة الغربية المحتلة، ويتنافس قادته في رفع فاتورة الدم الفلسطيني، في وقت يطبق فيه الصمت على العالم أجمع الذي يتغنى بالحقوق والحريات.
ولم يكتف الاحتلال بعدوانه على قطاع غزة، واغتيال قادته، وهدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها كعادته في كل مرة، حتى اختلى هذه المرة بمدينة نابلس بالضفة الغربية واغتال القائد في كتائب شهداء الأقصى إبراهيم النابلسي فيما استشهد شابين آخرين.
ويرى مختصون ومحللون سياسيون أن هذا التغول يسعى لبيد منه للحصول على مكتسبات في الصراع الانتخابي، فيما يهدف الاحتلال لإنهاء مكتسبات حرب سيف القدس وخصوصاً وحدة الساحات بين غزة والضفة والقدس.
تنافس في الانتخابات
ويقول الكاتب والمحلل السياسي إياد جبر:" إن الاحتلال يحاول استغلال الحلول الاقتصادية المقدمة لغزة، وخصوصاً هذا الكم الجيد من تصاريح العمال لخلق جبهة داخلية لها مصالحها الخاصة من أجل تشكيل جبهة ضغط على المقاومة في غزة.
ويؤكد جبر في حديث لـ"الرأي"، أن وهذه ورقة مهمة بالنسبة للاحتلال سيحاول استخدامها في الضغط على المقاومة، بالتالي هو يستخدم أسلوب الاغتيالات مقابل الحلول الاقتصادية التي تصبح جزءاً من حسابات المقاومة عند التفكير بالرد.
من ناحية أخرى يسعى الاحتلال إلى إنهاء مكتسبات حرب سيف القدس، وخصوصاً وحدة الساحات بين غزة والمدن الفلسطينية كافة، وهذا ما نجح لبيد في تحقيقه ويمضي في هذا المسار، وفق جبر.
ويضيف:" إن كل الأعين في اسرائيل صوب الانتخابات المقبلة، وهنا يسعى لبيد لاستغلال الموقف الأمني الحالي للحصول على رصيد يستفيد منه في الصراع الانتخابي، خاصة وأنه يعاني من عقدة ابتعاده عن الجيش، أو عدم انخراطه في المؤسسة الأمنية".
وحسب ما ذكره، فإن لبيد يحاول أن يرد على منتقديه في هذا الجانب، ويظهر قدرته على الحلول الأمنية الصعبة كالاغتيالات أمام المجتمع الإسرائيلي، كما أن أهداف لبيد ومساعيه تتقاطع مع غانتس.
تغول على الدم
من جهته يرى المختص في الشأن الإسرائيلي د. جهاد ملكة، أن التغول الإسرائيلي على الدم الفلسطيني يأتي نتيجة ردة الفعل الفلسطيني على قيام الاحتلال بسرقة الأرض وتسارع وتيرة الاستيطان، إلى القتل المباشر والاعدام على الشبهة، بالإضافة لعمليات الاعتقال وهدم المنازل.
ويقول ملكة في حديث لـ"الرأي"، أن تلك الممارسات والجرائم اليومية لا يمكن مواجهتها إلا عبر المقاومة بمختلف أشكالها المسلحة والشعبية، لذلك فإن الاحتلال لا يجد وسيلة للرد على المقاومة الفلسطينية لسياساته وممارساته سوى المزيد من التغول.
وما يدعم هذا التغول والحديث لملكة، هو حالة الضعف والهوان التي وصل إليها النظام السياسي الفلسطيني كنتيجة للانقسام الجغرافي والسياسي بين مكونات الوطن الواحد سواء في غزة أو في الضفة الغربية.
ويستطرد قوله:" بالرغم من هذا الحال المحزن الذي تمر به القضية الفلسطينية، إلا أن الشعب الفلسطيني ورغم كل ما يعيشه من معاناة سياسية واقتصادية وحصار لا يمكن أن يسمح لهذا المحتل بأن يستمر في سرقة أرضه، وسيبقى يدفع الاحتلال أثمان احتلاله للأرض والانسان.