أخبار » تقارير

حفاظًا على الإرث الحضاري

تسهيلات حكومية تُعيد لقطاع السياحة بغزة عافيته

16 آذار / يناير 2023 09:18

قصر الباشا بمدينة غزة
قصر الباشا بمدينة غزة

غزة - الرأي - آلاء النمر

خطوات متتالية نفذتها وزارة السياحة والآثار في غزة على مدار الأعوام الماضية في طريق إعادة إحيائها للمباني الأثرية من جديد وإقامة روحها الحضارية الممتدة عبر العصور الماضية، وذلك بعد إعادة ترميم بعضها وإكمال بناء أخرى وتحويل مجموعة منها لمعالم رئيسة يرتادها الزائرون والمثقفون والسياح لقضاء أوقات ثمينة في باحاتها.

المسؤولية المجتمعية لدى وزارة السياحة والآثار تحظى بحضور كبير في رؤيتها ورسالتها وخططها الاستراتيجية، وترجمت ذلك من خلال ممارستها في ترسيخ الوجود الحضاري للشعب الفلسطيني، وتعزيز حفظ الموروث الثقافي التاريخي بالتعرف وإعادة الذاكرة وترسيخ الوعي المجتمعي بالقضية المركزية للأمة جمعاء خاصة المعالم الأثرية في القدس والمدن الفلسطينية.

السياحة بلورت كنزاً حضارياً بين دفتي كتاب أطلقت عليه "الدليل الأثري"، وهو دليلاً يحمل خرائط متكاملة لكل المواقع الأثرية والتعريف عنها تفصيلياً، كما ويفصح الدليل عن الأسرار والمقتنيات الحضارية المكتشفة من واقع الحفريات والتنقيب الأثري.

إرث تاريخي

"الرأي" ساهمت في التركيز على أبرز ما أنجزته السياحة على صعيد النهوض في القطاع السياحي محلياً ودولياً، فقد وثقت دائرة السجل الوطني 17550 قطعة أثرية في متحف قصر الباشا و25000 قطعة أثرية في المخزن الأثري وأدرجتهم إلكترونياً ضمن السجل الوطني للمعروضات وأعدت بطاقات إلكترونية وشهادات ميلاد خاصة بكل قطعة أثرية، ما يسهم في مجال الحفاظ والدراسات التاريخية للباحثين.

وبمبلغ 50 ألف دولار عملت الطواقم الفنية في الوزارة بالشراكة مع مؤسسات دولية ومحلية على صيانة وترميم الأرضية الفسيفسائية في عبسان الكبيرة بمقام الشيخ ابراهيم حيث تم بناء السور الأثري، وإعادة تجميع وترميم للأرضية وتامين تغطية وحماية لها لتصبح مزاراً عاماً.

واستكملت السياحة بمبلغ 6 مليون دولار تطوير موقع دير القديس هيلاريون بإنشاء سور حماية على مساحة 14 دونم، وعمل ممرات آمنة لمشاهد المعلم الاثري، بالإضافة الى حماية الأرضيات الفسيفسائية وإعادة تجميعها وترميمها وتأمين حمايتها فضلا عن ترميم الجدران للكنائس وبناء الديماس وصيانة الحمامات الأثرية والمعالم التاريخية للمجمع الكنسي، المدرج على قائمة التراث العالمي.

وأنهت السياحة في نفس العام 2022 صيانة المدرسة الكاملية بحي الزيتون الأثري وتدعيم جدرانها وحقن وتثبيت الأعمال المعمارية واعادتها لنمط الحياة في العصر الأيوبي بالشراكة مع مركز إيوان، وقد بلغت قيمة الصيانة 120ألف دولار للمرحلة الأولى.

وعلى صعيد المحافظة على الإرث التاريخي فقد أعادت تأهيل سوق القيسارية المملوكي بكافة مراحل صيانته وقد شملت تغيير الأرضيات ومعالجة المياه والشبكات وترميم العقد المدبب في الواجهة الشرقية لمدخل السوق وإزالة التعديات على السقف الأثري وترميمه وصيانته بالشراكة مع الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية وبلدية غزة وقد بلغت قيمة مراحل المشروع 280 ألف يورو.

جملة من حملات التي الترميم التي نفذتها السياحة، كان أبرزها ترميم الزاوية الأحمدية التاريخية، ترميم وصيانة حمام السمرة الأثري، إعادة تأهيل وإحياء ثلاثة بيوت أثرية في البلدة القديمة بغزة وجعلها محطة للأنشطة والفعاليات التراثية وهي بيت الوحيدي وبيت الغصين وقصر السقا، صيانة وترميم سبيل الرفاعية وتنظيف واجهته وإعادة إحيائه كسبيل للمياه بالتعاون مع مؤسسة تيكا التركية، وبناء سور حماية لموقع تل الرقيش الأثري بدير البلح على امتداد 14 دونم لمنع التعديات.

عام التنقيب

عام 2022 امتلأ بأعمال التنقيب والاكتشافات التي أعلنت عنها وزارة السياحة، حيث كان مشروع التنقيب الأول لحماية لموقع البريج الأثري بدأ بحفر مجسات أثرية عدد 15 نتج عنها معرفة أولية بامتدادات الموقع الأثري وحقبه الزمنية ومول المشروع من رئاسة متابعة العمل الحكومي.

وأقامت السياحة مشروعاً لحماية الأماكن الأثرية من خلال افتتاح الكنيسة البيزنطية في شمال غزة بعد صيانتها وترميمها وجعلها كمزار سياحي تؤمه الوفود الأجنبية والمحلية وقد بلغ قيمة الحماية مليون دولار، فضلاً عن بدء مشروع التنقيب في المقبرة الرومانية المكتشفة بشمال غزة وتخصيص موقعها تحت إشرافها.

وعززت الوزارة المسؤولية المجتمعية فقد اشركت المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية والجامعات والمدارس للتعريف بالإرث التاريخي الفلسطيني والإرشاد عن المعالم التاريخية وقد نجحت بتقديم الخدمة الارشادية لـ 70 ألف زائر محلي.

واستثمرت الادارات العامة وإقامة الفعاليات والمناسبات الوطنية من احتفالات ومؤتمرات وورش عمل وأيام دراسية وإصدار بيانات توعوية كان أبرزها يوم المتاحف العالمي، ويوم القدس العالمي، وإحياء يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني ويوم التراث العالمي والفلسطيني.

إعفاء 50%

وفي إطار إسناد ودعم المنشآت والمرافق السياحية صدر قراراً من رئاسة متابعة العمل الحكومي بإعفاء المنشآت السياحية بنسبة 50%من رسوم التراخيص لمدة ثلاثة سنوات وكذلك إعفاء الإيجارات الحكومية بذات النسبة للعام الحالي وإعفاء الشاليهات بنسبة 50% من قيمة الترخيص للعام الحالي لتحفيز الاستثمار الاقتصادي المحلي ودعمه، والتشبيك مع ممثلي المنشآت السياحية وعقد لقاءات وورش العمل مع الهيئة الفلسطينية للمطاعم والفنادق ومكاتب السياحة والسفر ومعالجة الإشكاليات التي تعترض عملهم وتسهيل مهامهم.

وأقامت الوزارة خلال العام الماضي حملة "صيف آمن " لإبراز جمال غزة بمرافقها السياحية وواصلت الوزارة دورها في التأكد من إقامة جولات تفتيشية ل 750 منشأة سياحية لمراقبة أعمال المرافق فيها وضمان جودة الخدمات المقدمة على المستوى الترفيهي والصحي وتشمل الفنادق والمطاعم والمنتجعات والشاليهات.

ومنحت الوزارة 300 إذن لإقامة فعاليات واحتفالات ترفيهية للمنشآت السياحية، بينما ساهمت بافتتاح ثلاث منشآت سياحية، وتواصل دورها السيادي بالارتقاء والتطوير للقطاع السياحي، وما زالت تكرس جهودها للحفاظ على الموروث التاريخي الفلسطيني للأجيال المتعاقبة باذلة جهودها المتواصلة للنهوض بالقطاع السياحي.

على سبيل المحاكاة، واكبت السياحة الأعمال الرقمية من خلال تنفيذ وإنتاجها لمقاطع رقمية توثق من خلالها الأماكن الأثرية وتحويلها إلى مواد مصورة تنقل للأجيال الحاضرة تفاصيل مرئية عن العصور الماضية داخل ذات الأماكن المتوفرة واقعياً بحدود 25 فيلماً وثائقياً وترويجياً عن المعالم الأثرية والسياحية في قطاع غزة.

متعلقات
انشر عبر
إستطلاع للرأي
جاري التصويت ...
ما رأيك في الإجراءات التي تتخذها الجهات الحكومية في غزة في مواجهة جائحة كورونا؟