أخبار » تقارير

نجحت بنسبة عالمية

زراعة القوقعة قفزة متقدمة في خطوط العمليات الجراحية

18 آذار / يناير 2023 04:55

زراعة القوقعة
زراعة القوقعة

غزة-الرأي-آلاء النمر:

ضعفاً سمعياً شديداً صاحَب الطفلة "ندى زعرب" خمس سنوات منذ ولادتها، ما دفع والديها لإعطائها دروساً تعلمها لغة الإشارة لتجاوز انفصالها عن واقع أشقائها وأفراد عائلتها، وأيضاً لممارستها طفولتها الطبيعية على الأقل.

والدة الطفلة ندى رغم اعتقادها باستحالة امتلاك طفلتها لحاسة السمع إلا أنها تعلقت بالأمل، وأصبح المستحيل ممكناً بعدما أجرت طفلتها عملية جراحية معقدة لزراعة القوقعة السمعية، أعادت لها مفقودها الأثمن في أن تسمع من حولها وتستجيب لمن ينادي على اسمها بعد إتقانها للإشارة.

الطبيب الفلسطيني المختص بجراحة وزراعة القوقعة السمعية الدكتور "محمد مراد" أجرى العملية الجراحية للطفلة زعرب بنفسه، كما سجّل الطبيب نجاحات عدة في مجال زراعة القوقعة السمعية وخاصة في عمر الأطفال، وأعاد الأمل الأكيد في قلوب الصم الذي يقفون بين صفوف المنتظرين لإجراء ذات العملية.

الطفلة "ندى" نموذج لنجاح برنامج زراعة القوقعة السمعية في وزارة الصحة وهي واحدة من بين 96 طفل أعاد الطاقم المختص بقيادة د. محمد مراد لهم الامل وأنهى معاناتهم من الإعاقة السمعية في قطاع غزة حتى اللحظة.

إتمام الوصول إلى محطات متقدمة من الأمل المنتظر سبقه طريق طويل من العقبات والتحديات الفعلية التي لا زالت تحيط بقطاع الصحة الفلسطينية بغزة، وهذا ما دفع الأطباء والمختصون ببذل الجهود المضنية للارتقاء بالواقع الصحي وخاصة تلك المتعلقة بأصحاب الأمراض والمشكلات الصحية التي تحتاج إلى سفر وعلاج في مشافي الخارج.

وعلى سبيل العمليات الجراحية النوعية، بث الأطباء الفلسطينيون الأمل في قلوب "الصم" وأصحاب المشكلات السمعية، والتي تفصلهم عن واقع الحياة بأكملها، وتدفعهم للانضمام إلى مدارس مختصة بتعلم لغة الإشارة، وتحرمهم من الانخراط في الأصحاء وممارسة الحياة على طبيعتها.

حالتين أسبوعياً

وقال استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة ورئيس الفريق الطبي المتخصص في زراعة القوقعة د. محمد مراد إن الطاقم الجراحي الفلسطيني أتم بنجاح عملية زراعة قوقعة لعدد من المرضى، حيث تم إزالة جهاز القوقعة القديم من الأذن اليسرى وتركيب جهاز قوقعة جديد على الأذن اليمنى، مبيناً نجاح العملية وأن جميع المؤشرات تدل على الاستجابة الجيدة للفتاة أثناء وعقب العملية.

وتابع د. مراد: "أن العملية تأتي استمراراً لإجراء عمليات زراعة القوقعة في قطاع غزة، حيث ستجري الكوادر الجراحية من حالة إلى حالتين أسبوعياً وصولاً لإنهاء معاناة جميع الأطفال الذين يعانون من فقدان سمعي عصبي".

وأشار د. مراد إلى أنه وعلى مدار الأربع سنوات الماضية، تميز الكادر الجراحي الفلسطيني في إجراء العمليات بالشراكة وبإشراف من الوفد الطبي القطري، حيث تم إجراء نحو 231 عملية زراعة قوقعة بنسبة نجاح فاقت النسب العالمية.

وتعتبر الإعاقة السمعية ثاني أكثر أنواع الإعاقات انتشاراً في قطاع غزة، وتمكنت وزارة الصحة خلال السنوات الماضية وبالتعاون مع الأشقاء في دولة قطر من خلال وفود طبية متخصصة بالشراكة مع الطاقم المحلي، من إجراء عشرات العمليات الجراحية للتخفيف من معاناة ذوي الأطفال المصابين بالإعاقات السمعية.

وتأتي عمليات زراعة القوقعة الحالية، بالشراكة مع الهلال الأحمر، حيث تجري العمليات في مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وبدعم من مبادرة حقي أن أسمع، وشركة استميتد للحلول الطبية والسمعية، وشركة ميدل.

الغرسة القوقعية

الغرسة القوقعية هي جهاز إلكتروني يحسن السمع. وقد تكون خيارًا مناسبًا للأشخاص المصابين بفقدان السمع الحاد نتيجة وجود تلف في الأذن الداخلية ولا يمكنهم السمع باستخدام المعينات السمعية.

وعلى عكس المعينات السمعية التي تقوم بتضخيم الصوت، فإن الغرسة القوقعية تتجاوز الأجزاء التالفة من الأذن لتوصيل إشارات صوتية إلى العصب السمعي.

تستخدم الغرسات القوقعية معالجًا صوتيًا يتم تركيبه خلف أذنك. ويلتقط المعالج الإشارات الصوتية ويرسلها إلى جهاز استقبال يُزرع تحت الجلد خلف الأذن. ويرسل جهاز الاستقبال الإشارات إلى الأقطاب الكهربائية المزروعة في الأذن الداخلية التي تشبه شكل القوقعة (قوقعة الأذن).

تحفز هذه الإشارات العصب السمعي، والذي يوجهها بعد ذلك إلى الدماغ. ويفسر الدماغ تلك الإشارات كأصوات، لكن هذه الأصوات لن تكون مثل الأصوات التي نسمعها في الوضع الطبيعي.

يستغرق الأمر وقتًا وتدريبًا لتعلم تفسير الإشارات المتلقاه من الغرسة القوقعية، وفي خلال فترة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر من بدء الاستخدام، يحرز معظم الأشخاص المستخدمين للغرسات القوقعية تقدمًا كبيرًا في فهم الكلام.

متعلقات
انشر عبر
إستطلاع للرأي
جاري التصويت ...
ما رأيك في الإجراءات التي تتخذها الجهات الحكومية في غزة في مواجهة جائحة كورونا؟