غزة - وكالة الرأي:

انطلقت اليوم الاثنين  فعاليات الحفل السنوي الذي نظمته مؤسسة الشيخ أحمد ياسين الدولية بعنوان "الياسين.. شمس لا تغيب".

ونُظم الحفل في مدينة غزة بمناسبة الذكرى التاسعة عشر لاستشهاد الشيخ الإمام أحمد ياسين، وتخلله كلمة لرئيس المجلس التشريعي بالإنابة د. أحمد بحر، وسط حضور رسمي وشعبي. 

وفي كلمة له قال رئيس المجلس التشريعي بالإنابة د. أحمد بحر إن مؤسسة الياسين تسعى لبلورة دور عربي وإسلامي في مواجهة المخاطر والتحديات، مؤكدًا أن اسم الشيخ الياسين سيبقى أسطورة لا تغيب.

وأكد أن الشعب الفلسطيني ماضٍ في مقاومة الاحتلال رغم الآلام والمعاناة والتضحيات، وأن تهديدات الاحتلال لن تثنينا عن مواصلة مشروعنا الجهادي المقاوم الذي أرسى الإمام الشهيد أحمد الياسين قواعده المتينة، مبينا ًأن أبناء وأحفاد الياسين لا زالت أيديهم على الزناد، ولا زال سيفهم مشرعاً لم يغمد بعد.

وطالب في الذكرى السنوية التاسعة عشر لاغتيال الإمام أحمد ياسين، سلطة رام الله بالتراجع عن سياستها المدمرة لقضيتنا الوطنية بالإقلاع عن تعاونها الأمني الخياني مع الاحتلال في العقبة وشرم الشيخ، مؤكداً أن هذا خيانة لدماء الشهداء وعذابات الأسرى.

وحذر قادة الاحتلال أن اللعب بالنار سيكون ثمنه باهظاً، وأن تجاوز الخطوط الحمراء في المسجد الأقصى ومدينة القدس واستمرار التضييق على أسرانا الأبطال في السجون الذين سيخوضون خلال الساعات القادمة إضراب الحرية، من شأنه أن يقود الأوضاع إلى الانفجار الكبير الذي سيقلب موازين المنطقة.

وأوضح أن أحد أهم أهداف مؤسسة الياسين الدولية تكمن في بلورة دور عربي وإسلامي أكثر قوة وقدرة وفعالية في مواجهة الأخطار والتحديات، عبر صهر كافة الجهود والطاقات السياسية العربية والإسلامية والدولية من أجل مواجهة التطبيع مع الكيان الصهيوني.

وقال بحر:" نعيش اليوم في ظل تقدم وصعود فلسطيني لافت وتراجع وانكسار صهيوني واضح، فها هم أبناء وأحفاد الياسين يرفعون رايته المباركة في القدس والضفة الغربية، ويدشنون أروع حالات المقاومة وأجمل ملاحم التحدي والصمود في وجه الاحتلال الصهيوني، ليثبتوا أن غراس الياسين اليانعة في القدس والضفة قد أثمرت، وأن زرعه الطيب قد آتي أكله وحان ميقات حصاده".

وأشار إلى أن الثمار المباركة لغراس الإمام الياسين في الضفة والقدس تحولت لقوة كبرى واجهت خلال المرحلة الماضية كل المحن والعواصف، واستعصت على كافة أشكال الترهيب والترغيب، وبات الجميع يحسب لها ألف حساب، وتنعقد القمم الأمنية الإقليمية والدولية لوأدها والقضاء عليها دون أن تنال منها شيئاً.

وشدد أن مؤسسة الياسين الدولية ستحرص على دعم ورعاية وإسناد المشروع المقاوم بكل الوسائل الممكنة والمتاحة، ومدّه بكافة مقومات الصمود والاستمرار، وإعانته على استكمال رسالة الإمام ياسين في تحرير الأقصى والقدس وكل أرضنا المحتلة من دنس الاحتلال.

وأشار إلى أن الوفاء بالأمانة التي حمّلها إيانا الإمام الياسين، واستكمال رسالته الجهادية والتربوية والفكرية والثقافية والاجتماعية تقتضي من الجميع تطوير كافة مفاعيل الجهد والأداء، والارتقاء إلى مستوى اللحظة التاريخية في ظل التحديات الراهنة التي يواجهها شعبنا وأمتنا.

ووجه التحية لأيقونات المقاومة الباسلة في القدس والضفة الغربية وتشكيلاتها المباركة التي تقهر يومياً جيش الاحتلال وآلته القمعية، وتتصدى لمخططاته العدوانية بالدم الطاهر ومواكب الشهداء العظام الذين يرتقون على طريق المجد، ليرسموا لوحة الشرف والبطولة، ويدقّوا المزيد من المسامير في نعش الكيان الغاصب الذي يشارف على الزوال.

إلى ذلك، أوضحت عضو الهيئة الإدارية لمؤسسة "الياسين" الدولية ورئيس لجنة الأبحاث والدراسات بالمؤسسة ختام الوصيفي، أن المؤسسة أُنشئت وفاءً لعطاء الشيخ، وحفاظًا على تراثه، وإحياءً لذكراه عبر تنفيذ أنشطة علمية وثقافية واجتماعية تخدم الفلسطينيين.

وشددت "الوصيفي" في كلمة لها نيابةً عن المؤسسة على أن "المؤسسة" تسعى من خلال فعالياتها لتعزيز قيم الحرية والعدالة والمفاهيم الإنسانية، وحقوق الإنسان".

كما أعلنت" الوصيفي" عن إطلاق مؤتمر الياسين الأول بعنوان "الإمام أحمد ياسين.. المنهج والمشروع والمسيرة" والذي سيعقد العام القادم بالتعاون مع هيئة علماء فلسطين.

وأوضحت أن المؤتمر يهدف إلى تسليط الضوء على ملامح المشروع التربوي للشيخ أحمد ياسين وإبراز دوره في الإدارة وبناء المؤسسات وبيان تأثيره في القضية الفلسطينية وغيرها من الأهداف الأخرى.

إكمال المسيرة

بدوره؛ ثمن  بهاء الدين المدهون وكيل وزارة الأسرى، جهود مؤسسة الشيخ أحمد ياسين وإبداعِها وتميزِها نحو إكمالِ مسيرة الشيخ والمضي على دربه بما يخدم قضايا الأمة وعلى وجه الخصوص القضيةَ الفلسطينية وقضيةَ الأسرى.

وأوضح المدهون، أنه ليس غريبًا على مؤسسةٍ تحملُ اسمَ قامةٍ من قامات الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، وملهمُ الأحرار في العالم، الذي كان يعتبرُ قضية الأسرى ومساندَتهم ودعمهم من أهمِ وأكرم وأشرف القضايا التي يجبُ أن نعملَ من أجلها، وكان تحرير الأسرى بالنسبة للشيخ ياسين من أوجب الواجبات.

وأضاف:" نقف اليوم أمامكم وكلنا فخر واعتزاز ونحن نحيي ذكرى استشهادِ شيخِنا ومعلمِنا وقدوتِنا بعدَ تسعةَ عشر عاما من رحيله، وها هو شعبنا لازالُ يمضي على خطاه، ويسيرُ بكل ثقةٍ على نهجه وفكره، وهاهم أبطال المقاومة لم يبرحوا ميادين الجهاد، وقد أبدعوا في الإعداد والتجهيز والتخطيط ومراكمةِ القوة، وحققوا بدمائهم الزكيةِ مقولةَ شيخنا الخالدة "بدنا ولادنا يرحوا غصبٍ عنهم" فكانت صفقةُ وفاءِ الأحرارِ الأولى، وعلى خطاها باذن الله قريبًا ستكونُ صفقةُ وفاءٍ أخرى، نحقق بها حُلُمَ أسرانا الأبطال بالحرية والعودة".

ويضيف، قضية الأسرى باتت القضية التي تَشغلُ كلَ الساحات في هذه الأيام، والقضية التي نحملُ نحن أمانةَ الدفاعِ عنها، فكل من شارك في هذا الموسم هو فائز بشرف الدفاعِ عن قضية الأسرى ونشرِ معاناتهم وتضحياتهم، خاصة ونحن في خضم حرب مسعورة يشنها الاحتلال وحكومته الفاشية ضد الأسرى، من خلال تغولهم حتى على الماء والخبز الذي يأكله الاسرى، فاستهدفوا كل شيء داخل السجون، إنهم باختصار يريدون قتلَ الأسرى وتحطيمَهم وتصفيتَهم جسديا ومعنويًا واجتماعيًا، وعزلَهم عن شعبهم وأمتهم.

وطالب المدهون، كافة أبناء شعبنا الفلسطيني وفصائله ومؤسساته وكلِ أحرار العالم بتكثيف الجهود والعمل الموحد نحو مزيد من الدعم والإسناد للأسرى الأبطال، ونؤكد أن مقاومتنا الباسلة التي أسسها الشيخ الشهيد أحمد ياسين قادرةٌ على كسرِ القيود وتحريرِ الأسرى بإذن الله تعالى.