غزة - الرأي - فلسطين عبد الكريم

مع ساعات الصباح الأولى، يبدأ المزارع حمد أبو كتيبة برفقة العشرات من العمال في قطف ثمار الخوخ داخل أرضه الزراعية الواقعة في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، استعداداً لبيعها في الأسواق المحلية.

ويمثل قطف ثمار الخوخ مصدر رزق سنوي للعديد من المزارعين والعمال، خاصة في هذه الأوقات حيث موعد حصاده، إلى جانب أصناف صيفية أخرى من الفواكه، مثل البطيخ والشمام والذرة.

وفي صناديق كرتونية تزينت بداخلها حبات الخوخ ذات اللون الوردي الملفت للنظر، وضعها العمال بخفة، في محاولة للحفاظ على رونقها وسلامتها، ومن ثم تصنيفها حسب الحجم، بهدف بيعها في الأسواق.

أفضل أنواع الخوخ

ويقول المزارع أبو كتيبة خلال حديثه لـوكالة الرأي": "نأتي بعشرات العمال للمساعدة في قطف ثمار الخوخ، ثم نذهب بها للسوق من أجل بيعها، ولدينا فاكهة خوخ تكفي ولا نحتاج من خارج غزة"، موضحاً أن قطاع غزة لديه أفضل أنواع الخوخ، خاصة في منطقة الشمال".

وبينما انشغل المزارع إسلام شبات في جمع حبات الخوخ من أعلى شجرة مجاورة، أثنى في حديثه لـ "الرأي" على اهتمام وزارة الزراعة بمزارعي قطاع غزة وتشجيعهم، مؤكداً أن وزارة الزراعة تعمل على دعم المزارعين بشكل دائم.

وللأسبوع الثالث على التوالي، يواصل المزارعون بغزة، جنى ثمار الخوخ الناضج بأنواعه المختلفة من الأراضي المزروعة به في مختلف محافظات قطاع غزة، في موسم وصف بالأفضل والأنجح منذ سنوات.  

وبالرغم من أن محصول الخوخ تعرض كغيره من المحاصيل الزراعية إلى تدمير متكرر من قبل الاحتلال، إلا أن وزارة الزراعة قامت خلال الأعوام السابقة بإدخال أصناف محسنة من أنواع الخوخ، والتي من شأنها زيادة الإنتاج، وتحسين الجودة.

ومنذ بداية الموسم، تتابع الطواقم المختصة في وزارة الزراعة بغزة عملية القطاف بشكل علمي وصحيح، ويقول الناطق باسم الوزارة أدهم البسيوني: "إن المساحة المزروعة بثمار فاكهة الخوخ تقدر بحوالي 900 دونم من أصل 2000 دونم مزروعة بأنواع اللوزيات، فيما وصلت إنتاجية الدونم لهذا العام من الخوخ حوالي 2000 طن.

ويؤكد البسيوني، خلال حديثه لـ "الرأي" أن وزارته تسعى لتشجيع الزراعات الناجحة والتي تشكل مردودا اقتصاديا جيد للمزارع، من خلال تشجيع زراعة الأصناف الجيدة وذات الإنتاجية الملائمة، بالإضافة إلى إدخال أصول مقاومة لتحسين مقاومة النباتات وزيادة الإنتاجية.

موسم ناجح

وحقق موسم زراعة ثمار الخوخ هذا العام نجاحاً متميزاً، من حيث غزارة الإنتاج وكبر الثمار ومذاقها، بفضل العناية الجيدة بالأشجار من قبل المزارعين واهتمام ومتابعة وزارة الزراعة.

ويقول مدير دائرة البستنة الشجرية بالوزارة محمد أبو عودة: "إن انتاج قطاع اللوزيات هذا العام تم تقديره بحوالي 3500 طن، يمثل الخوخ منها حوالي 2000 طن من أصل 900 دونم".

ويضيف لوكالة "الرأي": "إن أصناف الخوخ الموجودة هي أصناف مبكرة ومنها متوسطة ومتأخرة، حيث تبدأ عملية الحصاد في شهر مايو أي في هذه الفترة"، مؤكداً أن فاكهة الخوخ من المحاصيل التي توليها وزارة الزراعة اهتماماً كبيراً، وتشجع المزارعين والمؤسسات العاملة بالقطاع والمشاتل العاملة في الاستثمار لزراعة أشجار الخوخ".

 ووفق حديث أبو عودة، فقد تم إنشاء 4 بيوت أمهات داخل مشاتل زراعية بغزة لإنتاج أشتال ذات مواصفات عالية تلبي احتياجات السوق، مبيناً أن هناك انخفاض في قطاع اللوزيات ما عدا محصول الخوخ، حيث الحمل الجيد مقارنة بالعام الماضي، أي أفضل نسبياً.

ويعتبر الخوخ وعموم اللوزيات من الأشجار الواعدة التي جرى التوسع في زراعتها خلال السنوات الماضية، فيما تعد تربة مناطق القطاع مناسبة لزراعة مختلف أنواع اللوزيات خاصة الخوخ.

وتشكل زراعة الخوخ مصدر رزق لعدد كبير من المزارعين في قطاع غزة، لكنه تأثر خلال الأعوام السابقة باعتداءات الاحتلال الاسرائيلي على الأراضي الزراعية.

ويعتبر الخوخ من المحاصيل ذات القيمة الاقتصادية والغذائية العالية، والتي تحظى بإقبال لدى المواطنين في قطاع غزة، حيث يغطى الخوخ نحو الثلث من حاجة القطاع، بينما يتم استيراد ما تبقى.