بدأت منذ وقت طويل الاستعدادات لإتمام موسم الأضاحي بكافة التفاصيل المتعلقة باستيرادها وإدخالها وفحصها وتأمين الكميات اللازمة، فضلاً عن الدور السنوي الرسمي بتشكيل فرق مختصة من قبل وزارة الزراعة، تقوم بوظيفتها المحددة لمتابعة المحاجر والمذابح والمسالخ ومدى تهيئتها لاستقبال الموسم الهام، وصولاً إلى مراقبة عملية الذبح السليمة.
عدسة "الرأي" تجولت داخل واحدة من أبرز المزارع الحيوانية في قطاع غزة، حيث يتوفر بداخلها عدد كبير من الأبقار المسميّة بالعجول "البرتغالية"، ووصفها المزارع حسن عفانة بأنها تعتبر من النخب الأول على مستوى السوق العالمي.
ويقول عفانة خلال حديثه لوكالة "الرأي" إن المواطنين في قطاع غزة يرغبون في شراء الأبقار والعجول الهولندية والبرتغالية ذات الحجم المتوسط، نظراً لمناسبة لحومها للطهي المنزلي وسهولة نضوجها.
كميات وفيرة
بينما يوضح الناطق باسم وزارة الزراعة أدهم البسيوني، أن الوزارة استوردت الكميات المطلوبة من الأضاحي وأدخلتها إلى قطاع غزة بالكميات المطلوبة وبالنظام الحجري المرتبط بفحصها والتأكد من سلامتها مخبريًا.
وعن الكميات المستهلكة واللازمة للقطاع لموسم الأضاحي الذي يمتد على مدار أربعة أيام، يؤكد البسيوني لـ "الرأي" وفرة الأضاحي من حيث الكميات والأنواع التي يكثر الطلب عليها من العجول والمواشي.
ويبين أن قطاع غزة استهلك نحو 7 آلاف رأس من العجول، و22 ألف رأس من الأغنام خلال موسم الأضحى الماضي، متوقعاً استهلاك ذات الكمية هذا العام أو أكثر بقليل في ظل وفرة الأضاحي ودقة تمريرها على عدة مراحل أساسية تضمن سلامتها الصحية.
ويشير البسيوني، إلى أن الأضاحي متوفرة حاليا بأعداد تتناسب مع احتياج القطاع السنوي من العجول والخراف، حيث أن عدد العجول المتواجد في القطاع في هذه الفترة يصل إلى 17300 رأس بالإضافة إلى كميات من الخراف تُقدر ب19800 رأس، و لا يزال التجار يستوردون العجول والخراف حتى هذه اللحظة.
تدابير مخبرية
وعن استقبال الأضاحي، يقول الطبيب البيطري بوزارة الزراعة محمود أبو ندى خلال حديثه لوكالة "الرأي":"يتم استقبال الأضاحي في معبر كرم أبو سالم وموجود هناك طبيب بيطري حيث يتم هناك مراقبة الحيوانات وتسجيلها وعمل محاضر ضبط لها، ومن ثم يتم نقلها إلى المحجر البيطري حيث يتم فحص الحيوانات وترقيمها وأخذ عينات دم منها ويتم تحويلها للمختبر البيطري ليفحص العينات".
ويوضح أبو ندى، أنه بعد ذلك وللتأكد من خلو الأضاحي من الأمراض السارية، بعد ذلك يتم تشكيل لجنة من وزارة الزراعة تقوم بفرز الأبقار حسب المواصفات الفنية، والأبقار المخالفة يتم اتلافها والأبقار المصابة يتم حجرها حسب نوع المرض يتم حجرها لمدة 21 يوم أو اتلافها.
وبذلك تضمن الجهات المراقبة والمتابعة والمشرفة على مراحل إدخال وفحص المواشي عدم دخول أي ماشية تعاني من مشاكل صحية أو مخبرية بحسب عيّنات الدم، الأمر الذي يدفع المواطنين لشراء أضاحيهم بأمان واطمئنان، بعد قيام الجهات المختصة بدورها.
أما مدير المختبر البيطري بوزارة الزراعة أيمن النخال فيقول: "يتم الكشف عن الحيوانات المستوردة من الأبقار والأغنام الكشف عن أمراض مشتركة مثل البروسيلا وتكسوبلازما وغيرها، ويتم حجر كل حيوان يدخل لغزة يتم حجره في المحجر الخاص بخان يونس".
ويضيف النخال خلال حديثه لوكالة "الرأي" أنه يتم إحضار عينات الدم وفحصها، وفي حال وجود إصابة يتم إبلاغ الإدارة العامة والإدارة المسؤولة عن المحجر ويقومون بالإجراء المناسب بالتخلص منها وفي حال كانت سليمة يتم الإفراج عنها".