أخبار » تقارير

بين الشهادة والأسر .. 33 طالباً تفتقدهم امتحانات "التوجيهي"

08 كانون أول / يونيو 2023 07:28

شهداء توجيهي
شهداء توجيهي

غزة- الرأي - آلاء النمر:

"أخويا أحمد كان المفترض هادي السنة يكون توجيهي زيه زي كل الطلاب، بس الاحتلال قرر يقتل فرحتنا فيه بأيام عدوان 2021"، بهذه الكلمات، استعادت زينب الكولك ذكريات أسرتها التي رحلت، والتي كان من بينها شقيقها ابن الثانوية العامة الشهيد أحمد.

الكولك، الناجية من بين ركام منزلها المحطم بصواريخ الطائرات الحربية الإسرائيلية، نشرت عبر حسابها الشخصي في فيسبوك صورة تجمعها بشقيقها الشهيد، لتستعيد بها ذكرياتها المؤلمة.

أحمد ارتقى شهيداً برفقة شقيقاته وأمه "أمل" وأخيه الأكبر "طاهر"، وبقيت زينب على قيد الحياة برفقة أبيها وأخيها الوحيد أيضاً، بعدما أضحى أفراد العائلة بأكملهم تحت أنقاض بيتهم المقصوف بالطائرات الحربية دون سابق إنذار أو تحذير وسط حي الرمال بقطاع غزة، نفذ الاحتلال على إثره مجزرة سميت بمجزرة "شارع الوحدة".

ومن جملة الطلبة الذين نالوا شهادتهم خلال دراستهم للثانوية العامة هذا العام، أولهم الشهيد الطالب أسامة عدوي من مخيم العروب في مدينة جنين، وذلك على إثر إصابته برصاص الاحتلال "الإسرائيلي" أثناء مباغتته بيوت المخيم.

وارتقى الطالب الشهيد أحمد دراغمة كذلك في نفس العام، بعد تلقيه رصاصة غادرة في رأسه من قبل قوات الاحتلال في مخيم جنين، لاستهدافه الأطفال والشباب دون تمييز.

أما الشهيد الثالث فكان الطالب محمد تركمان بعدما أصيب بجراح خطيرة إثر اشتباكه مع الاحتلال والتي أدت إلى استشهاده على الفور، بعدما وقع أسيراً في قبضة الاحتلال دون تهمة مباشرة.

وعن شهيد الثانوية العامة الطالب وديع أبو رموز والذي استشهد خلال مواجهات اندلعت في سلوان بالقدس المحتلة، وتم احتجاز جثمانه لأربعة أشهر، ولكن الاحتلال فضّل أن يزيد قهر عائلته بتسليم جثمانه قبل بدء الامتحانات بأيام قليلة.

وكذلك ارتقى الطالب محمود السعدي من مخيم جنين شهيداً إثر إطلاق قوات الاحتلال الرصاص على صدره، فنجح الاحتلال من اختطاف الولد الوحيد من أحضان عائلته.

على عتبة الحلم

أن ينال طالب الثانوية العامة الشهادة الأخيرة في حياته ليست الطريقة الوحيدة في قتل فرحة عائلته وابتهاجهم، بل أنه استخدم سياسية الاعتقال للأطفال القاصرين واختطاف لحظات حاسمة في حياتهم تلخصت بمرحلة التوجيهي.

فلم يكن يوم بدء امتحانات الثانوية العامة في فلسطين يومًا عاديًّا بالنسبة لـلأم "فتون براهمة"، لحرمان ابنها البكر جمال من تقديم الامتحانات أسوة بأقرانه، بعد أن غيّبته سجون الاحتلال الإسرائيلي قسريًّا ويهمل طبيًّا.

بدأت الحكاية عندما أصيب جمال برصاص قوات الاحتلال في أثناء اقتحامها لمدينة أريحا في ديسمبر/ كانون الأول من العام الفائت في قدمه، ظلّ يتنقل بين المستشفيات في المدينة؛ طلباً للعلاج، لكن ذلك لم يثنِه عن مواصلة دراسته في الثانوية العامة– الفرع الأدبي لتحقيق حلمه الأكبر، إذ أنهى الفصل الأول بتفوق، وحاز على المرتبة الثالثة على صفه.

ولكن فجأة ودون سابق إنذار، وفي أثناء خروج جمال من مدرسته بعد تقدمه للاختبار التجريبي لمادة الرياضيات، حاصرته قوة إسرائيلية خاصة، واعتقلته في 28 أبريل/ نيسان الماضي، وغابت أخباره عن أسرته ليوم كامل، إلى أن اتصل بهم ليخبرهم بأنه معتقل في معسكر "عوفر" الإسرائيلي.

وما زاد ألم براهمة أن الاحتلال أودع ابنها قيد الاعتقال الإداري، ما يعني أن مدة اعتقاله قد تكون بلا سقف محدد، إذ قد تطول وتؤجل حلمه شهوراً وربما سنوات، "يعتقلونه وفق ملف سري ويرفضون الإفصاح عن التهم الموجهة له، بل ويحرموننا من زيارته حيث لم يسمحوا لنا برؤيته منذ اعتقاله رغم أننا تقدمنا للحصول على تصاريح".

الجدير بذكره أن إبراهيم واحداً من بين 28 طالبًا يغيبهم الاحتلال في سجونه، ويحرمهم من التقدم لامتحانات الثانوية العامة التي انطلقت صباح أمس بمشاركة 88 ألف طالب وطالبة.

متعلقات
انشر عبر
إستطلاع للرأي
جاري التصويت ...
ما مدى رضاك عن أداء المؤسسات الحكومية بشكل عام؟