غزة - الرأي - فلسطين عبد الكريم:
لا تألو الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في غزة أي جهد من أجل تفويت الفرصة على المهربين وتجار السموم، والحد من عمليات التهريب سواء عبر الحدود أو من خلال البضائع الواردة من الجانب الاسرائيلي، بالرغم من قلة الإمكانيات، وعدم وجود أجهزة متطورة وحديثة للكشف عن المخدرات، وأهمها قلة الكلاب البوليسية.
وإلى جانب مكافحة تهريب المخدرات وترويجها، تركز الإدارة العامة اهتماماتها على برامج التوعية المجتمعية لكافة الشرائح في جميع محافظات غزة، لحماية وتحصين المجتمع من آفة المخدرات، وخصصت أطقماً مختصة لتوعية جميع الفئات، بالتنسيق مع المؤسسات الرسمية والأهلية ومؤسسات المجتمع المدني والمدارس والمساجد والعائلات.
برامج توعوية وتأهيلية
مدير دائرة التخطيط والتوعية بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات المقدم يحيى الدلو، يؤكد أن دائرته تستهدف كافة شرائح المجتمع، من طلاب مدارس ثانوية وجامعات، بالإضافة إلى مساجد ودواوين عائلات.
ويقول الدلو في حديث خاص لوكالة "الرأي": "إن دائرته بصدد عمل مسابقات إلكترونية، بهدف إشراك أكبر قدر ممكن من الطلاب لتسليط الضوء على هذه القضية، إلى جانب أنشطة في المدارس والمساجد والجامعات، بالتعاون مع فئات شبابية لها دور بارز ومساهمة فعالة في المجتمع، مثل فريق حياة الشبابي".
وخلال العام الدراسي 2022 – 2023، أطلقت دائرة التوعية بإدارة المكافحة حملة بعنوان "بالوعي نحمي أبناءنا"، استفاد منها أكثر من 28 ألف طالب من المرحلة الثانوية في 60 مدرسة، من خلال عقد عشرات المحاضرات والملتقيات.
ويشير الدلو، إلى أن دائرة التوعية اختتمت خلال شهر أغسطس الماضي حملة "الحياة أجمل بلا مخدرات، والتي استهدفت النزلاء في مراكز الإصلاح والتأهيل والموقوفين في نظارات مراكز الشرطة، وتوعيتهم بخطورة هذه الآفة، والعمل على رجوعهم للمجتمع بشكل صحيح.
وتولى دائرة التوعية، أهمية للنشر الإلكتروني من خلال الصفحة الخاصة بإدارة مكافحة المخدرات، بالإضافة إلى نشر تصميمات موجهة تخاطب فئات معينة، حتى يتم تضافر الجهود ما بين النشاط العام وبين النشاط الإعلامي، إلى جانب التنسيق مع وزارة التربية والتعليم بشأن التوعية من خلال الأنشطة الرياضية في المدارس.
إجراءات قانونية
وبشأن البرامج والآليات للتعامل مع المدمنين في مراكز التوقيف، يقول المستشار القانوني في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بغزة حسن السويركي: "إن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وبعد عملية الضبط والايداع لكميات المخدرات وتقديم المهربين للعدالة، يتم إخضاعهم لبرامج تأهيلية بالتعاون مع هيئة التوجيه السياسي، بالإضافة إلى عمل برامج توعوية لإعادة تأهيل معتقداتهم وترتيب أفكارهم، وضمان عدم عودتهم لمثل هذه القضايا التي تجلب لهم السيرة والسمعة السيئة".
ويؤكد السويركي في حديث خاص لـ "الرأي" أن تعاطي المخدرات والتجارة فيها والإعداد والتستر على المجرمين والمروجين لهذه الآفة، إلى جانب تهريبها سواء من خلال البضائع أو مع العمال في الداخل المحتل، هذه كلها أشكال مخالفة للقانون"، لافتاً إلى أن كل من يرتكب هذه الأفعال يكون قد خالف القانون ويتم محاسبته وفق هذا القانون.
"كل من يتعامل بقضايا تمس الأمن العام، يتم ضبطه وتسليمه للنيابة العامة، ومن ثم محاكمته محاكمة عادلة، فيما تعمل الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وفق إجراءات قانونية، مثل إجراءات التفتيش التي تخضع لضوابط معينة"، يضيف السويركي.
ويشير إلى أن الإجراءات القانونية هي إجراءات سليمة، فيما تركز الإدارة العامة للمكافحة على محاربة آفة المخدرات، بمواجهة المهربين الذين يحاولون إغراق قطاع غزة بالآفات والسموم.
وبالرغم من التحديات الجمَة وضعف الإمكانيات التي تواجهها الإدارة العامة للمخدرات، إلا أنها تؤدي عملها وتواصل جهودها وإجراءاتها المكثفة للحد من عمليات التهريب، كما تحقق إنجازات كبيرة لوأد هذه الآفة قبل دخولها للقطاع المحاصر.
الإدارة العامة وضمن جهودها أيضاً لمكافحة المخدرات، حذرت من آثار ومضاعفات الإدمان، والتي تتمثل في حدوث مشاكل صحية وبدنية لمتعاطيها، وفقدان الوعي والغيبوبة والموت المفاجئ، بالإضافة إلى الإصابة بالأمراض المعدية بسبب التعاطي المشترك والتعرض لحوادث السير، والتفكير بالانتحار.
وإلى جانب ما سبق، يتعرض متعاطي المخدرات لتغييرات سلوكية تؤدي إلى مشكلات أسرية، فيما يحفز إدمان المخدرات على ارتكاب الجريمة مثل السرقة، وإنفاق المال بلا حساب.