في سوق مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين بغزة، اصطف عشرات الصيادين فيما ارتسمت علامات الفرح على ملامحهم، وأمامهم صناديق بلاستيكية تلمع بداخلها أسماك السلطعونات والسردين المحببتين لدى المواطنين بغزة، بعدما وقعت في شباكهم.
وعلى مقربة من سوق المخيم، افترش عدد من الصيادين أحد الأرصفة وانشغلوا بمحاولة تخليص أسماك السلطعون من الشباك، فيما انشغل آخرون بتنظيف أسماك السردين بكافة أحجامها وتجهيزها للبيع عقب ترتيب حباتها داخل صناديق بلاستيكية مخصصة.
أسماك مفضلة
يقول الصياد مشتاق زيدان في حديث لـ"الرأي":" إن موسم السلطعون قد بدأ، حيث كل ساحل قطاع غزة ينتظر هذا الموسم كونها الأكلة المفضلة لدى الكثيرين"، موضحاً أن صندوق السلطعون بعد تنظيفه وتجهيزه بوزن 4 كيلو ثمنه 30 شيكل، وهي في متناول الجميع، ومنها كبير ووسط الحجم.
وبينما تقوم سيارات خاصة بالصيادين بإنزال كميات كبيرة من الصناديق الممتلئة بأسماك السلطعونات والسردين تمهيداً لبيعها في السوق، يقول الصياد رمضان زيدان:" إن هناك زيادة في الاقبال عليها باعتبار أن أسماك السلطعون باتت معروفة للجميع بفضل مواقع السوشيال ميديا".
ويؤكد زيدان في حديث لـ"الرأي"، أن هذا النوع من الأسماك، طريقة طهيه متعددة ومتنوعة، منها بالشواء أو تحضير صيادية أو إعداد حساء "شوربة"، ولكن مذاقه في الشواء أطيب.
تشغيل أيدي عاملة
وتكمن أهمية السلطعونات في أنها تكون قريبة من الشاطئ، وبالتالي لا تكون هناك تكلفة في رحلة الصيد، فيما انتشرت واشتهرت وأصبح عليها إقبال كبير بسبب السوشيال ميديا.
ويقول زكريا بكر مسؤول لجان الصيادين بغزة:" إن موسم السلطعونات يبدأ من منتصف شهر سبتمبر وينتهي في منتصف نوفمبر، وهو فرصة عظيمة لصغار الصيادين خاصة الذين يعملون بالمجداف"، موضحاً أن موسم السلطعونات تغير عن السنوات الماضية، كونه أصبح سمك معروف وعليه طلب بشكل كبير، فيما تعددت طرق طهيه.
ويضيف بكر في حديث لـ"الرأي":" يعتبر هذا الموسم فرصة كبيرة لتشغيل الأيدي العاملة، وفي بعض الأحيان يكون هناك نساء تساعدها أزواجها في تخليص الشباك من أسماك السلطعون".
السردين..أهم المواسم
وفي سوق مخيم الشاطئ بغزة، تتوزع صناديق أخرى غنية بأسماك السردين التي تعد السمكة الشعبية الأولى والتي يجتمع عليها كافة المواطنين.
ويؤكد بكر أن موسم السردين يعد ثاني أهم مواسم الصيد، وفي السنوات الأخيرة أصبح هو الموسم الأول لوفرة إنتاجه.
ويبدأ موسم صيد السردين من بداية شهر سبتمبر حتى منتصف نوفمبر، وقد يمتد لشهر يناير مع التغييرات المناخية، وتبدأ ذروة توفره بعد نوة الصليبة.
وانخفضت أسعار أسماك السردين ما بين 5 شواكل و7 شواكل، فيما يعد مردودها الاقتصادي مرتفع، وتعمل فيه كل أنواع المراكب الكبيرة، الجر والسنار والشناشيل، وفق ما ذكره بكر.
ويتهافت الكثير من المواطنين على شراء أسماك السردين باعتبارها من أكثر أنواع الأسماك المحببة والمفضلة لديهم، بسبب انخفاض أسعارها مقارنة بالأنواع الأخرى من الأسماك المنتشرة في الأسواق.
ويمارس الصيادون عملهم اليومي داخل بحر قطاع غزة، بالرغم من كل المضايقات التي تطالهم من قبل بحرية وجنود الاحتلال، ودون أن تقف تلك الاعتداءات حائلاً أمام حصولهم على مصدر رزقهم الوحيد.