أخبار » مقالات

دوربان جنيف... يفضح مجددا الدبلوماسية الفلسطينية

26 كانون أول / أبريل 2009 10:22

الدكتور حسن أبو حشيش

الوكيل المساعد لوزارة الإعلام

رئيس المكتب الإعلامي الحكومي

 

كانت فلسطين غير حاضرة بمظلوميتها , وعدالة قضيتها , ووضوح حقها , في البيان الختامي لمؤتمر دوربان لمناهضة العنصرية في مدينة جينيف بسويسرا .وسائل الإعلام المتواجدة هناك , والوفود العربية والعالمية المناصرة للقضية الفلسطينية أكدت أن عدم الحضور القوي لفلسطين في البيان الختامي يرجع إلى تخاذل الوفد الفلسطيني الرسمي الذي مثل الشعب الفلسطيني , حيث قبل بحل وسط , وبعبارات فضفاضة , حرصا منه على عدم إحراج الدول المقاطعة وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية و( إسرائيل ). استمعتُ للتقارير الإعلامية التي نوهت لدور الوفد الفلسطيني الضعيف , وحزنتُ كثيرا , وشعرتُ باهانة شخصية كفلسطيني , وعلى ما يبدو أن منهج التنازل بات سمة وعقيدة وفكر ...قبل أن يكون ممارسة لدى الفريق المتنفذ في القرار الفلسطيني الرسمي .

هذا الخل الواضح يفتح الباب واسعا على الدور الذي تلعبه الدبلوماسية الفلسطينية والقناصل والسفارات , ويطرح سؤالا كبيرا وعجيبا عن مدى تمثيل هذه الدبلوماسية للكل الشعب الفلسطيني بكل أطيافه ؟! وما مدى التعبير عن أصالة وحقوق وتطلعات الشعب ؟!

الواقع يشير إلى عكس ذلك , فهذه ليست المرة الأولى التي تخذل الدبلوماسية الرسمية المواطن الفلسطيني , حيث أن المُحرك الأساس لها , والمُتحكم في قراراتها هو البعد المُنفعي والذاتي والعائلي والحزبي بل وتيارات مُحددة داخل الحزب.

دار حديث بيني وبين احد أبناء الجالية الفلسطينية في بلد عربي كبير يضم حاولي نصف مليون فلسطيني , تناقشنا حول دور السفارة في خدمة هذه الجالية الضخمة التي تحتاج لحل مشاكل في الإقامة والتعليم والصحة والعمل وكل شيء ... فتنهد الرجل عبر الهاتف , وقال إن السفير قال بوضح بعد جولات من النقاش والحوار حول تفعيل السفارة :" أنا موظف محمود عباس وهو الذي يقول لي افعل ولا تفعل , ولا أمثل الشعب الفلسطيني وأنتم حماس التعامل معكم فيه خراب ديار ... " وهنا نقول انه ربما كان السفير أو القنصل رجل وطني ومحترم ويقدر كل أبناء شعبه لكنه لا يقدر على فعل شيء خوفا من التقارير وخوفا على الكرسي والمنصب والراتب والامتيازات.

لعلنا لم ننسى بعد قضية سفير السلطة رياض منصور في الأمم المُتحدة وموقفه من تعطيل مشروع قرار عربي لرفع الحصار عن قطاع غزة من الناحية الإنسانية , كذلك دور خارجية فياض في تحريض الاتحاد الأوروبي على عدم الانفتاح على حماس وحكومتها و كذلك العمل على منع جولة للتشريعي في ارو ربا... وعلينا الاستفسار عن دور السفارة الفلسطينية في مصر في تحويل مرضى قطاع غزة للمستشفيات المصرية , وترحيل المواطنين من مطار القاهرة إلى معبر رفح وعودة المواطنين إلى غزة ... , اسألوا عن المنح الدراسية المجانية التي تحصل عليها السفارة الفلسطيني في الجزائر , وكيف تصل ولمن ومدى عدالة التوزيع والمُتاجرة بها ؟!... أنا لستُ بصدد فتح ملف السفارات فالموضوع شائك ومعقد وكبيرو لا يستوعبه مقال صغير ووقت قصير, ولكن الحديث هنا للاستدلال فقط.

أزمة السفارات والدبلوماسية الفلسطينية ليست وليدة قرارات دروبان جنيف , بل هي عمق عشرات السنوات ,ومعقل من معاقل الفساد والخذلان للقضية الفلسطينية , وهو ملف من أبرز الملفات التي يجب الحوار عليه , وإخراجه من الحزبيات لخدمة عشرة ملايين فلسطيني .وإلى حين فهي غير مُؤهلة لتمثيل فلسطين بصدق وحقيقة , لأن تمثيلها ينتج عنه كوارث سياسية وحقوقية من شأنها المس بأصالة الحق .واستمرارها على حالها هو امتداد لسرقة التمثيل وللتضليل , وعدم عكس الواقع الحقيقي لموازين القوى الفلسطينية .بمعنى استمرار أزمة الخارطة السياسية في الساحة الفلسطينية.

متعلقات
انشر عبر
إستطلاع للرأي
جاري التصويت ...
ما مدى رضاك عن أداء المؤسسات الحكومية بشكل عام؟