كرَّمت الهيئة العامة للشباب والثقافة بغزة، ، الشاعر الراحل عبد الرحمن بارود، وذلك ضمن مشروع "عاش هنا" الذي تنفذه الهيئة وتسعى من خلاله إلى تخليد ذكرى عدد من القامات والرموز والمبدعين الذين ساهموا في إثراء الحركة الثقافية والفنية والفكرية الفلسطينية.
جاء ذلك يوم الخميس الماضي، خلال حفل أقيم في بيت الراحل بارود، بمخيم جباليا شمال قطاع غزة، بحضور رئيس الهيئة الأستاذ أحمد محيسن، ونائب رئيس الهيئة الأستاذة أميرة هارون، والمدراء العامين بالهيئة، بالإضافة لأسرة الراحل ووجهاء عائلة بارود وضيف الحفل وزير الثقافة الأسبق الدكتور عطا الله أبو السبح.
وفي كلمة له، أوضح محيسن أن مشروع "عاش هنا" جاء لتكريم المبدعين الراحلين من أبناء الشعب الفلسطيني، على إسهاماتهم المؤثرة في العمل الوطني ودورهم الريادي في النهوض بالمشهد الثقافي الفلسطيني، من خلال وضع لوحة معدنية مذهبة تحمل اسم الشخصية ومعلومات أساسية حوله، مشيرًا إلى أنه سيتم من خلال المشروع تكريم (20) شخصية ثقافية، من شعراء وأدباء وفنانين ومؤرخين من قطاع غزة.
وأكد محيسن أن بارود يُعد من كبار الشعراء والأدباء الفلسطينيين الذين سخروا أقلامهم للدفاع عن فلسطين وقضيتها ومقدساتها ونقلها إلى أصقاع العالم، مشددًا على أهمية الأدوات الثقافية في مقاومة الاحتلال ونقل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من معاناة بسبب الاحتلال.
وفي كلمة له، أشاد أبو السبح بمشروع "عاش هنا"، مؤكدًا أنه يُعد مشروعًا نوعيًا يخلد ذكرى الرموز الثقافية للشعب الفلسطيني ليكونوا قدوة للأجيال الشابة، مستعرضًا عدة مواقف جمعته بالشاعر بارود تدل تعلقه بفلسطين ومدينة القدس وتمسكه بالثوابت الوطنية.
وأشار أبو السبح إلى أن بارود كان يتمتع بقوة الكلمة وصدق التعبير والتأثير في السامعين من خلال أشعاره التي تفيض عشقاً وحنانًا على فلسطين، لافتًا إلى أنه لُقب بشاعر المقاومة لحثه دوماً من خلال شعره على المقاومة والجهاد.
يذكر أن الشاعر عبد الرحمن بارود ولد عام 1937 في قرية بيت دراس المحتلة، وتعلم فيها حتى الصف الخامس الابتدائي، ثم هاجر مع أسرته إلى قطاع غزة بعد ان احتلت العصابات الصهيونية القرية عام 1948، وكان عمره آنذاك أحد عشر عاماً، وأنهى فيها تعليمه الابتدائي والاعدادي في مدارس الأونروا، وأكمل دراسته الثانوية في مدرسة فلسطين الثانوية بمدينة غزة وحصل على الشهادة الثانوية العامة القسم الأدبي عام 1954/1955.
سافر إلى مصر للدراسة في كلية الآداب بجامعة القاهرة، حيث حصل على درجة الليسانس الممتازة في اللغة العربية وآدابها عام 1959 وكان ترتيبه الأول على الدفعة، ثم بدأ دراسة الماجستير في ذات التخصص بمنحة دراسية من جامعة القاهرة كأفضل طالب من الطلاب الوافدين، ونال درجة الماجستير بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى عام 1962، ثم بدأ دراسة الدكتوراه في نفس التخصص وبنفس المنحة، وحصل على شهادة الدكتوراه في الأدب العربي بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى عام 1972، ثم تعاقد في نفس العام التي حصل فيها على درجة الدكتوراه للعمل في التدريس بجامعة الملك عبد العزيز بجدة وبقى فيها إلى أن تقاعد في عام 2002.
بدأت بذور الشعر عند الدكتور عبد الرحمن في المرحلة الابتدائية حيث كتب عدد من القصائد الشعرية وهو في الصف الخامس الابتدائي، ثم برزت ملكة نظم الشعر لديه وهو في المرحلة الثانوية.
كان بارود يرفض نشر أشعاره في ديوان مستقل، وطُبع له ديوان واحد صغير بعد جهد كبير في إقناعه سمح لهم بنشر هذا الديوان عام 1988 وهو بعنوان غريب الديار، ثم نُشر له ديوان الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر عبد الرحمن بارود عام 2009.
تُوفى الدكتور عبد الرحمن يوم السبت الموافق 17/4/2010 في السعودية، وقد نعاه الكثير من القيادات والأحزاب والشخصيات والشعراء والمؤسسات الفلسطينية مشيدين بمواقفه السياسية والوطنية.