صعدت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" منذ شن عدوانها الهمجي على قطاع غزة لليوم السادس على التوالي، من استهداف المدنيين وممتلكاتهم والمنازل السكنية، كما استهدفت بشكل مباشر طواقم البلديات ومصلحة مياه بلديات الساحل بشكل منظم.
وكان هدف الاحتلال من ذلك هو شل قدرة البلديات على مواصلة العمل في تأمين إمدادات المياه للمنازل والحرص على استمرار عمل أنظمة الصرف الصحي، والحد من قدرتها على الاستجابة للحاجة المتعاظمة في مجال نقل وإخلاء الجرحى والمرضى.
ونموذجاً .. فقد قال رئيس بلدية غزة يحيى السراج: إنه ومنذ اليوم الأول لشن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لم يقف موظفو البلدية وآلياتها عن العمل ليلاً ونهاراً للحفاظ على تقديم الخدمات للسكان رغم كل المخاطر التي تحيط بطواقم البلدية.
وأكد السراج أن بلدية غزة أعلنت حالة الطوارئ منذ اليوم الأول للعدوان وأعادت تفعيل لجنة الطوارئ واعتبرت اللجنة نفسها في حالة انعقاد دائم حتى انتهاء العدوان الغاشم؛ حيث تم توزيع المهام وتقسيم العمل، وتم وضع لجنة الطوارئ من أجل الحفاظ على تقديم الخدمات الأساسية.
وعن أهم الخدمات التي حافظت البلدية على تقديمها تابع:" عملنا على انتظام وصول المياه للمواطنين وحل أي إشكاليات قد تحدث أول بأول والعمل على انتظام تشغيل محطات الصرف الصحي وصيانتها أول بأول والحفاظ على نظافة أحياء وشوارع المدينة".
وشددّ أن طواقم البلديات على طول قطاع غزة على أهبة الاستعداد للمساعدة في عمليات الإنقاذ والإطفاء وفتح الشوارع وإزالة الركام طيلة مدة العدوان.
خسائر 3 مليون دولار
وفي بيان للبلدية أكدت أن قيمة الأضرار التي تعرضت لها مرافق البلدية المختلفة بفعل العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع لليوم السادس على التوالي بلغت أكثر من 3 ملايين دولار.
وذكرت البلدية في تقرير حصر أولي لأضرار العدوان أن الأضرار شملت تدمير للبنية التحتية للمرافق المدنية التابع للبلدية ومنها؛ محطة الصرف الصحي رقم 1، ونحو 32 شارعاً بشكل كلي وجزئي، ونحو 3400 متر طولي من شبكات الصرف الصحي، و 1350 متر طولي من شبكات المياه، بالإضافة إلى شبكات الإنارة في مناطق مختلفة من المدينة.
وأوضحت أن أبرز المرافق والبنية التحتية التي استهدفها العدوان هي؛ محطة الصرف الصحي رقم 1 غرب المدينة والخط الناقل لها، وشارع الوحدة مقابل برج الجوهرة الذي تم تدميره، ومفترق السرايا، وشارع عمر المختار مقابل مجمع أبو خضرة الحكومي ومقابل برج الشروق، وشارع جمال عبد الناصر، ومفترق الصناعة امام مقر الأونروا، وشارع مازن فقها في حي تل الهوا غرب جديقة برشلونة، وشارع عون الشوا أمام وخلف مدرسة الراهبات الوردية.
وأضافت أن الأضرار شملت أيضاً؛ امتداد شارع مصطفى حافظ منطقة الجامعات، وشارع يافا بحي التفاح بالقرب من مسجد المحطة، وشارع خالد بن الوليد، وكذلك شارع جامعة الدول العربية مقابل التلفزيون، ومبنىيي البلدية الرئيس في ميدان فلسطين والاستثماري في شارع الجلاء، وبئر المياه في أرض السرايا.
وأدانت البلدية استهداف الاحتلال المتعمد لمرافقها لاسيما المتعلقة بقطاع المياه والصرف الصحي، محذرةً من كارثة صحية وبيئية قد تقع بسبب استهداف المنشأت المدنية.
وبينت أن نحو 350 ألف نسمة من سكان المدينة تأثروا ويعانون من عدم توفر المياه بسبب استهداف الخطوط والشبكات الرئيسة.
ودعت البلدية لضرورة سرعة الاستجابة لإصلاح الأضرار التي لحقت بمحطة الصرف الصحي رقم 1 القريبة من شاطئ البحر، محذرة من نحو 15000 كوب من المياه العادمة بدأت تتدفق يومياً للشاطئ وقد يؤدي هذا لكارثة صحية وتلوث واسع في مياه البحر .
وناشدت البلدية كافة المؤسسات المحلية والدولية لسرعة الاستجابة والتدخل لتوفير المشاريع الطارئة والوقود اللازم لتشغيل مرافق البلدية الخدماتية، وكذلك ضرورة إلزام الاحتلال بتحييد المرافق المدنية والخدماتية ووقف استهدافه لها.