ما أن بدأ العدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة، حتى قامت بموازاته حرب ثانية، وإذا كانت الحرب الأولى عمادها ومقومها الأساسي الطائرات والصواريخ التي لم تميز بين الحجر والشجر والبشر نتيجة سياسية القصف العشوائي؛ فان الحرب الثانية كان عمادها الكلمة والقلم والفضاء الإعلامي.
الكل الصحفي والإعلامي أخذ على عاتقه تغطية كافة الأحداث الجارية على قطاع غزة، وما يتعرض له القطاع من هجمة صهيونية شرسة من الاحتلال، وذلك من أجل فضح هذه الجرائم أمام العالم الذي يدعي الحرية وينطق بحقوق الإنسان.
فمنذ الساعة الأولى للعدوان وظفت كافة الفضائيات والوكالات والإذاعات والصحف قدراتها الإعلامية لتغطية هذه الحرب، وجندت كل مراسليها ومذيعيها وغيرت خريطة برامجها حتى انتهاء العدوان على قطاع غزة.
لا بد من نقل الرسالة
رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة سلامة معروف أشاد بدور كافة الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين الذين يبذلون جهود مضاعفة منذ بدء العدوان على الشعب الفلسطيني، من أجل كشف الصورة المزيفة للاحتلال الذي طالما تغنى بالإنسانية والحرية.
وقال معروف في حديثه لـ "الرأي": "إن الإعلام الفلسطيني تميز كالعادة وأصبح لديه الخبرة العملية الميدانية في تغطية العدوان على قطاع غزة وخاصة الإعلام المحلي بكافة أشكاله"، مشيداً بدور الإعلام الجديد والتواصل الاجتماعي.
وتابع: "لا بد من التأكيد على دور المراسلين والمصورين الذين يعملون في الميدان على مدار الساعة ويبذلون جهوداً مضاعفة بالرغم من خطورة الوضع فلا بد من نقل الرسالة كاملة وتوثيق جرائم الاحتلال في كافة مناطق القطاع".
وأوضح معروف أن الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكب خلال الحرب على غزة حماقة كبيرة باستهدافه للصحفيين والمقرات الصحفية.
مواصلة التغطية:
وشدد على أن الاحتلال ارتكب على مرأى وسمع العالم أجمع جريمة جديدة ضد وسائل الإعلام، بقصف برج الشروق الذي يضم عشرات المقار الإعلامية والتجارية أبرزها شبكة الأقصى الإعلامية.
وأشار إلى أن الاحتلال قصف المقار ليوقف التغطية ويسكت صوت الحقيقة، فكان الرد باستمرار التغطية دون توقف ومواصلة فرسان الحقيقة العمل ميدانيا لفضح الاحتلال ونقل جرائمه ليشاهدها العالم أجمع.
ولفت أن هذه الجريمة الجديدة للمحتل هي إقرار بفشله وهزيمته أمام إعلامنا الفلسطيني في معركة الرواية، وتأكيد على استمرار سياسته في تعمد استهداف الصحفيين ووسائل الإعلام وضربه بعرض الحائط للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك اتفاقية جنيف وميثاق روما، الذي اعتبر استهداف المدنيين والأعيان المدنية بشكل متعمد جريمة حرب، وفرض حماية مضاعفة لوسائل الإعلام.
وحيا معروف الإعلام الفلسطيني الذي رفع دائما شعار بالدم نكتب لفلسطين، ولم يتوان يوما -رغم التضحيات-في أداء واجبه الوطني والقيام برسالته المهنية، منوهاً أن شبكة الأقصى التي تعرضت مقراتها للقصف أكثر من مرة خير شاهد على عزيمة وإرادة شعبنا الفلسطيني الذي يبعث دائما من تحت الرماد ويولد من جديد أشد بأسا وأقوى عودا.
وتابع معروف القول: "نرى في استهداف الاحتلال للمؤسسات الصحفية والابراج السكنية جريمة حرب مركبة وتحدٍ للمواثيق الدولية وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته في لجم الاحتلال عن استهدافها وتوفير الحماية لها.
وطالب المجتمع الدولي بضرورة الخروج عن صمته، الذي شجع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم، والتدخل العاجل لوضع حد لجرائم الاحتلال، ووقف العدوان الغاشم على المدنيين ووسائل الإعلام في قطاع غزة.
ودعا المنظمات والاتحادات المعنية بحرية الرأي والتعبير لإلغاء عضوية الاحتلال فيها وإعلان موقف واضح تجاه جرائم المحتل وتشكيل لجنة تحقيق دولية في كافة الجرائم السابقة والحالية.
كفاح الصحفيين الفلسطينيين:
من جهته دان منتدى الإعلاميين الفلسطينيين جريمة الاحتلال بالاستهداف المستمر للمؤسسات الإعلامية، مشيدا بكفاح الصحفيين الفلسطينيين لأداء رسالتهم المهنية في فضح جرائم الاحتلال؛ ومؤكدا في ذات الوقت على أن جرائم الاحتلال ستفشل في طمس الحقيقة؛ وسيبقى الصحفيون الفلسطينيون والصحفيون الأجانب الأحرار في ميدان واجبهم المهني.
ودعا منتدى الإعلاميين الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب ومنظمة مراسلون بلا حدود والصليب الأحمر وكل المؤسسات الحقوقية إلى العمل الجاد على محاسبة قادة الاحتلال على هذا الجرائم وضمان عدم تكرارها.
تحقيق دولي:
من جانبها طالبت شبكة محرري الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتحقيق دولي جاد ومحايد في مزاعم الاحتلال "الإسرائيلي" التي بررت بها هذا السلوك الإجرامي، مع تقديم المتورطين في هذه الانتهاكات للعدالة، باعتبارها جرائم حرب وفقا للقانون الدولي ولا تسقط عن مرتكبيها بالتقادم، وفقا للأعراف والمواثيق الدولية.
وجددت الشبكة مطالبها للمجتمع الدولي ومنظماته وحكوماته لدعم وتوفير سبل السلامة الواجبة للصحفيين والإعلاميين بما يمكنهم أداء عملهم.
وفي كل عدوان يبرز الدور الكبير للإعلام الفلسطيني الذي يتفوق في كل مرة على رواية الاحتلال الكاذبة، فيدحضها ويحقق نقاط وأهداف كثيرة في مرمى الاحتلال.