حرب إبادة جماعية، مجزرة تلو الأخرى، دمار هائل لم يستثن شيء، ورائحة الموت تنتشر في كل مكان، بيوت أصبحت أثراً بعد عين، واستهداف لكل ما هو على الأرض، محاولات كثيرة لقتل الحياة في غزة من خلال عدوان شرس لم ينج منه الحجر والبشر.
وقبل خمسة أيام شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية عدوانا غاشما على قطاع غزة المحاصر منذ 15 عاماً متواصلا، طال كل مناحي الحياة بغزة، وهدمت خلاله طائرات الحقد، البيوت والأبراج السكنية والأراضي الزراعية.
وفي القطاع الزراعي، تعرضت مزارع حيوانية وأراضي زراعية وآبار وشبكات ري للقصف، حيث بلغت قيمة الخسائر حوالي 5 مليون دولار.
17 مليون دولار خسائر
وقالت وزارة الزراعة بغزة: " إن طواقمها الفنية والإدارية في مديريات الزراعة الخمسة بغزة، تواصل اجراء الإحصائيات الأولية للأضرار التي لحقت قطاع الزراعة جراء العدوان المستمر على القطاع منذ 7 أيام".
وقدرت الوزارة في بيان لها، الخسائر المباشرة في قطاعي الانتاج النباتي والحيواني ما يزيد عن 17 مليون دولار.
وتوقعت الوزارة أن تفوق الخسائر المباشرة وغير المباشرة أضعاف هذا الرقم، نتيجة القصف الهمجي على الأراضي الزراعية، حيث تم قصف مئات الدونمات بقنابل الفسفور الأبيض والمدفعية والطائرات الحربية.
وتمثلت الأضرار بتلف مباشر في الأراضي المزروعة بالخضراوات، وتدمير كلي وجزئي للبنية التحتية الزراعية، مثل " خطوط ناقلة وشبكات ري، بالإضافة للآبار الزراعية وخزانات المياه".
والى جانب ما سبق، لحقت العديد من الأضرار بحقول القمح ومزارع تربية الدواجن والثروة الحيوانية بشكل عام، فيما لم يتمكن المزارعين من الرعاية والتسويق، علما أن الاحتلال يتعمد استهداف المزارعين داخل أراضيهم.
شح الأعلاف ..كارثة
وحذرت الوزارة من حدوث كارثة حقيقية في قطاع الإنتاج الحيواني إذا استمر إغلاق المعابر حتى السبت، منوهة الى أن الأعلاف الخاصة بالدواجن والأبقار والأغنام تكفي فقط لمدة 24 ساعة.
ويأتي هذا التحذير بعد نفاذ ما هو متوفر لدى معظم المربين من الأعلاف والحبوب، علما أن قطاع الإنتاج الحيواني يحتوي على عدد 3 مليون من الدجاج اللاحم، موزعة على 100 مزرعة.
يذكر أن الاحتياج اليومي من الأعلاف المركزة ومدخلاتها من الحبوب، هو 600 طن بواقع 18 ألف طن شهرياً.
ووفق ما ذكرت الزراعة، يعتمد قطاع الإنتاج الحيواني على الأعلاف المستوردة بشكل يومي، ولا يوجد أي مخزون استراتيجي من الأعلاف والحبوب التي تستخدم في تغذية الحيوانات، حيث أن كل هذه الحيوانات تعتمد بشكل أساسي على الأعلاف المستوردة، والتي يمنع الاحتلال دخولها لليوم الخامس على التوالي بسبب إغلاقه لمعبر كرم أبو سالم.
وطالبت وزارة الزراعة، المنظمات الدولية والمؤسسات المحلية وكافة الجهات ذات العلاقة بالقطاع الزراعي داخل القطاع وخارجه بالضغط على الاحتلال لفتح المعبر، والسماح بإدخال الأعلاف لإنقاذ الثروة الحيوانية في القطاع
وفي الإطار، دعت الوزارة وسائل الاعلام إلى عدم التبني أو التعاطي مع الروايات الإسرائيلية التي تزعم قصف أراضي زراعية فارغة، موضحة أن مئات الدونمات الزراعية وعشرات المنشآت الزراعية تضررت بشكل مباشر بفعل القصف المتواصل.