ينطلق الصاروخ من غزة تجاه الأراضي المحتلة وتنطلق معه الذكريات والقصص عن أراضي الأجداد، وتكثر الأحاديث عن أيام غابرة جميلة؛ ظاهرة جديدة تحوّل الحزن إلى أمل بسيط، وسط الظلم والقهر والدمار التي يعيشها أبناء القطاع.
ومع كل صاروخ يخرج من القطاع، تعود الذاكرة ببعض الأسر والعائلات الفلسطينية التي هُجّرت من بيوتها وأراضيها في عام 1948، إلى مدنها وقراها المغتصبة.
ويوافق اليوم الذكرى الـ 73 لحدوث نكبة فلسطين، في 15 أيار/ مايو 1948، حيث طُرِد شعب كامل من أرضه.
بعد 73 عاماً، تُرسّخ المقاومة الفلسطينية قواعد اشتباك جديدة، مؤكدة أن زمن الانتهاكات الإسرائيلية قد ولى.
فها هي قضية حي الشيخ جراح تعيد إلى الذاكرة إجبار الفلسطينيين على التخلي عن أرضهم وبيوتهم ليحتلها هذا الكيان الذي بنى "هويته" على دماء الفلسطينيين.
يجلس الأهالي مع أولادهم تتوسطهم خريطة فلسطين، وهنا يبدأ الأولاد أسئلتهم عن مكان «بلادنا» وما هي تسميتها الحالية.
هنا يستفيض الكبار في الإجابة، فيستحضرون التاريخ، بإخبار أطفالهم عن المكان الذي سقط فيه الصاروخ والمدينة أو القرية التي سكنها الأجداد هناك.
صواريخ تنشط الذاكرة
الحاجة أم محمد الحاج من هربيا قضاء قطاع غزة شمالاً، حيث أقام الاحتلال مستعمرة زكيم تتوسط أحفادها وعند إطلاق المقاومة صاروخاً تجاه الأراضي المحتلة، تشرح لهم مكان قريتها وكيف استولى عليها الإسرائيليون من خلال القتل والتهجير، وتمنّي النفس بأن الصاروخ قد ينزل على الإسرائيليين الذين احتلوا أرضها.
ولم تقتصر الأسئلة لدى الصغار فقط بل امتدت للشباب أيضاً، ليقول أحمد أبو الكاس:" لم أكن أعلم شيء عن قرانا التي هجرنا منها، لم اهتم كثيراً بقراءة التاريخ مع مشاغل الحياة، ولكن صواريخ مقاومتنا أرادت التأكيد لنا على حق العودة وبأننا نملك مدناً ذات مواقع استراتيجية ولها تاريخ نضالي ومقام عليها أهم المستوطنات في الأراضي المحتلة.
قرار بتغير الأسماء
ولم يقتصر القرار الإسرائيلي بتهويد أسماء البلدات والمدن لم يكتمل بعد. فالإسرائيليون يسعون لتطبيق قرار بتغيير اسم القدس ليصبح أوراشاليم والناصرة لتصبح نتسيرت، أما عكا فسيتحول اسمها إلى عكو، كذلك فإن عملية شطب الأسماء ستشمل مدناً فلسطينية عدة في الضفة الغربية، من بينها مدينة الخليل التي سيصبح اسمها حيفرون، لكن صواريخ المقاومة فعلت العكس.