"الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر لن تنسى نغم الخوالدي هذا التاريخ مدى الحياة فكيف لها أن تنسى عدوا مجرما سلبها مستقبلا ينتظرها وقضى على طموحاتها وتركها حبيسة اعاقة ستلازمها طوال حياتها"
ويوضح د.نضال ابو هدرووس رئيس قسم جراحة الاعصاب بمستشفى غزة الأوروبي تفاصيل المأساة فيقول:" في تاريخ 12-05-2021 تم ابلاغنا بوجود حالة اصابة وتستدعي تقييم قسم جراحة الأعصاب، فقمنا بإجراء التصوير المقطعي والاشعاعي فأظهر لنا وجود كسر غير مستقر في الفقرة الصدرية الثانية عشر ادى إلى شلل نصفي تام للطرفين السفليين إلى الأبد ".
و يضيف:" د.أبو هدروس أن المريضة تحتاج إلى عملية تثبيت للعمود الفقري لتمكنها من استخدام الكرسي المتحرك ولكن للأسف لن تستعيد السيطرة على الطرفين السفليين مدى الحياة "
وفى تفاصيل إصابة نغم يقول شقيقها :" كانت نغم نائمة بجوار المطبخ تلملم خوفها من صوت الانفجارات تحت قطعة الرخام تلك و تتناسى واقع الظلم الذي حرمها استعدادها لفرحة العيد ولكن الغدر الإسرائيلي لم يتركها تهنئ بغفوتها البسيطة ،
فقام الطيران الحربي الإسرائيلي باستهداف البناية التي نسكن فيها والمكونة من أربعة طوابق بشكل مباشر فأصبحت أجزاء البيت تتطاير وكأنها أشبه بيوم القيامة "
ويضيف: "سقط الصاروخ بجانب نغم مخترقا أرضية البيت فانهارت عليها أجزاء من حائط المطبخ ولكنها استطاعت النهوض وباشرت في الهرب إلى خارج المنزل ، و في تلك اللحظة كنت أخرج في والدى المصاب وأمي المرتجفة من الخوف و نغم تسبقنا على باب المنزل و بالكاد نستطيع رؤية بعضنا من شدة الدخان والغبار ولكن بالكاد نهتدي بالحدس على مخرج البيت "
ويستطرد:" ولكن كان الانفجار الثاني أسرع من خطواتها البريئة الهاربة إلى بر الأمان من جحيم القصف فقذفها من علوا أربعة طوابق إلى الأرض تحت الركام"
ويكمل شقيقها:" وعندما وصلنا إلى الطابق الأرضي رأت والدتى فتاة ملقاة على الأرض تحت الركام فقالت لي من هذه المتوفاة تحت الركام هل هي بنت جيراننا يلي المسكينة ويا حسرة أهلها عليها ولكن عندما اقتربت منها لإسعافها عرفت انها نغم من خمارها فكانت بمثابة الصاعقة التي وقعت على رؤوسنا ، و ظننا ان نغم استشهدت ولكن رعاية الله أنقذتها ،وتم نقلها إلى مجمع ناصر الطبي و تم عمل اللازم ، وبعد التشخيص الطبي و الفحوصات التي خضعت لها نغم بدأ فصل جديد في حكايتنا أشد إيلاما و قسوة"
ليغلق الصاروخ الغادر بذلك صفحات المستقبل في وجه نغم و إبقائها حبيسة ذكرياتها التي كانت تمشي و تلهوا فيها و ترافق أهلها على شاطئ البحر تداعب أمواجه الحالمة على كرسيها المتحرك الذي ينتظرها في نهاية النفق المظلم .