عقاب جماعي لأهالي غزة، هذا أكثر ما يمكن وصفه في تغول الاحتلال وطائراته الجبانة في قصف الشوارع الرئيسية والطرقات، وتدمير البنية التحتية الأساسية بكل قوة، والاستهداف المباشر للخدمات المدنية، حتى شبكات الكهرباء لم تسلم من التدمير الكبير الذي حل بها.
وتشن طائرات الاحتلال عدواناً بربرياً وشرساً على قطاع غزة لليوم العاشر على التوالي، لم تستثنِ خلاله لا شجراً ولا حجرا، دمرت خلاله العشرات من المنازل والأبراج السكنية، فباتت شوارع غزة وكأن زلزالا عصف بها من شدة هول الكارثة.
وخلال الأيام السابقة التي تعرضت لها غزة من قصف عنيف متواصل، لم يتوقف لحظة واحدة، أخذت شبكات الكهرباء نصيبها من ذلك العدوان الجبان، فقد غابت الكهرباء عن معظم مناطق القطاع الذي يعاني أصلا من انخفاض في ساعات مجيء التيار الكهربائي جراء الحصار المفروض على القطاع منذ 15 عاماً على التوالي.
ونتيجة للقصف الإسرائيلي الهمجي الذي طال مناطق واسعة بغزة، تعطلت ثماني خطوط كهرباء رئيسية ناقلة للتيار من داخل الخط الأخضر من أصل عشرة خطوط.
خسائر أولية
وقالت شركة توزيع الكهرباء بغزة:" إن قدرة الخطوط المتعطلة تبلغ 100 ميغاوات"، محذرة من انهيار القطاعات الحيوية نتيجة النقص الحاد في الطاقة، داعية في السياق ذاته جميع الأطراف لوقف تفاقم الوضع الإنساني بغزة.
ووفق ما ذكرته، فإن التقديرات الأولية لخسائر الشركة بلغت 8 ملايين دولار حتى الآن.
وشهدت أغلب الأحياء في قطاع غزة انقطاعاً واسعاً نتيجة الغارات الإسرائيلية، والتي ألحقت أضراراً جسيمة بإمدادات الكهرباء.
المتحدث باسم شركة توزيع كهرباء غزة، محمد ثابت، طالب بالضغط على الاحتلال لفتح معبر كرم أبو سالم وإدخال الوقود، محذرا أن كميات الوقود المتوفرة تساعد على تشغيل الكهرباء ليومين أو ثلاثة كحد أقصى.
وبين أن طواقم الشركة غير قادرة على الوصول الى المناطق المستهدفة جراء قصف الاحتلال للطرق.
عقبات رئيسية
وبالرغم من العقبات التي تواجهها الطواقم الفنية، الا أنهم يعملون ليل نهار على إزالة الخطر وصيانة الشبكات المتضررة قدر المستطاع، وذلك في إطار المسؤولية المجتمعية في توصيل التيار للمواطنين.
وتعاملت شركة توزيع الكهرباء وطواقمها الفنية منذ بدء العدوان، مع عشرات الإشارات والتبليغات الواردة من مختلف المحافظات بكفاءة عالية وسرعة استجابة قياسية لجميع الأحداث المتعلقة بنطاق اختصاصها، ومحاولة إعادة تأهيل الشبكات، وتحسين ساعات وصل التيار وامداده للمناطق.
وطالت الأضرار الخطوط الرئيسية من داخل الخط الأخضر، وهي، بغداد، القبة، الشعف، في حين طالت الأضرار البالغة محول الكهرباء المغذي لآبار الصفا المركزية التي تغذي مناطق واسعة بغزة بالمياه.
وعقب تضرر الكثير من شبكات الكهرباء، طالبت الشركة المواطنين بضرورة أخذ الحيطة والحذر عند الاقتراب من أي أسلاك أو كوابل كهرباء متقطعة، وخاصة بالقرب من المنشآت والمنازل المدمرة بفعل العدوان، وعدم العبث فيها أو محاولة الاجتهاد في ازالتها، حتى لا تتعرض حياتهم للخطر، حيث أن احتمال وجود كهرباء حية فيها يكون قائماً.
وكان دماراً كبيراً قد طال العديد من شبكات الكهرباء والمياه في مختلف المحافظات بفعل القصف والدمار الذي استهدف مناطق عدة بغزة.
وأدى القصف الإسرائيلي لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة صيف عام 2006، على إثر خطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الى تدمير المحطة بالكامل، والتسبب بعجز في امدادات الكهرباء منذ ذلك الحين وحتى اليوم.