عدوانٌ إسرائيلي متواصل على قطاع غزة يعد الأكثر بشاعةً وهمجيةً على مرّ التاريخ، يدخل العاشر، دون أن تستثني آلة الحرب مكاناً إلا وألقت عليه صواريخها وقنابلها المتفجرة المحرمة دولياً، وأشعلت به نيراناً ملتهبة، وتناثرت أجساد الفلسطينيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ أشلاءً ممزقة.
قتلٌ وتدميرٌ مستمر طال البشر والشجر والحجر، على مرأى ومسمع كل العالم الذي لا يزال يغرق في صمته، دون أن يحرّك ساكناً لمشاهد الإجرام الصهيوني وما يقترفه من مجازر بحق الآمنين في بيوتهم، وشوارعهم ومساجدهم.
حصيلة العدوان الإسرائيلي لليوم العاشر على التوالي أدى لاستشهاد 219 شهيدا و1530 مصابا بجراح مختلفة؛ من بينهم 63 طفلا و36 سيدة و16 مسن.
الأموات في مقابرهم أيضاً لم يؤمنوا من القصف الصهيوني، فلم يقتصر العدوان على سفك دماء الأحياء، ولم يعد يُشبِع رغبة الاحتلال استهدافهم، فصّوب مدفعياته وصواريخه نحو الموتى، كردة فعل شيطانية هوجاء على فشله في صد ضربات المقاومة الفلسطينية، وإضعافها.
وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية د. عبد الهادي الأغا قال إن "ستة مقابر" استهدفتها طائرات الاحتلال خلال العدوان المستمر على القطاع، ما أدى تدميرها وتحطمها وإلحاق أضرار كبيرة في المنازل المجاورة.
وبين الأغا أن المقابر التي تم استهدافها هي مقبرة (التوينسي، ابن مروان، الشيخ شعبان، السيفا، جباليا البلد، الفار).
وقفية خاصة
وعلى صعيد آخر؛ ذكر الأغا في مؤتمر صحفي أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة ألحق أضرار وخسائر عديدة في المساجد والممتلكات والعقارات الوقفية؛ إضافة لتدمير ثلاثة مساجد تدميرًا كليًا وهي مسجد العكلوك، وعبد الرزاق اقليبو، وعمر بن الخطاب.
وتابع القول:" تم تدمير عمارة أنصار الوقفية في مدينة غزة والتي تتكون من أربعة طوابق تشتمل على (19) شقة إضافة إلى (5) حواصل، ويوجد بها شركات تجارية، ومقرات إدارية، إضافة لتدمي مشروع ميراث النبوة وهو عبارة عن سلسلة محلات وقفية في منطقة الزيتون بمدينة غزة بمساحة 260 متر مربع".
وقال الأغا "ردا على العدوان الإسرائيلي على الأوقاف الإسلامية بالقدس وغزة، فإننا نعلن عن إقامة وقفية خاصة للمسجد الأقصى المبارك على أرض غزة الصامدة باسم "وقفية المسجد الأقصى"".
وتابع الأغا "أحمل الاحتلال وقادته المجرمين المسئولية الكاملة عن جرائمه البشعة بحق دور العبادة والأملاك المدنية والوقفية".
وأضاف "إن استهداف الاحتلال للمنازل والمساجد والممتلكات الوقيفة هو امتداد لاعتداءاته على المقدسات والمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح وهو إفلاس صهيوني وانتهاك صارخ للشرائع السماوية والقوانين والمواثيق الدولية وجريمة جديدة تضاف إلى سلسلة جرائمه البشعة بحق أبناء شعبنا".
وطالب الأغا بمحاسبة قادة الاحتلال في المحاكم الدولية على جرائمهم بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، مستنكراً في الوقت ذاته الصمت العالمي إزاء العدوان البربري والهمجي على المدنيين الآمنين من أبناء شعبنا في قطاع غزة.