لم تعد سماء فلسطين حكراً على طائرات العدو، فكتائب القسام لا زالت تبدع في كل المجالات وتطور من صناعاتها وأسلحتها بجميع أنواعها، وذلك عبر تطويرها للطائرات المسيرة التي باتت تؤرق العدو.

وقد شكلت الطائرات القسامية المسيرة محلية الصنع تطوراً عسكرياً نوعياً عمل مهندسو القسام على تطويره في عدة مراحل سابقة إلى جانب المنظومة الصاروخية، لتغدو هذه الصناعات نقطة تحول ومن مفاجآت القسام المتتالية في معركة سيف القدس.

عقولُ مبدعة

فمنذ عام 2014م أصرت كتائب القسام على نقل المعركة لقلب كيان الاحتلال بطرق وأساليب جديدة، حينما سجل مهندسو القسام السبق والتجربة الفَلسطينية النوعية في ميدان التطوير وانتاج طائرات محلية الصنع أضافت تكتيكاً حول الصراع إِلى مستوى آخر مع العدو.

ومع مرور الأعوام والجهود المضنية التي بذلها مهندسو القسام، وصلت هذه الطائرات لمستويات لم يتوقعها العدو ودخلت أجيال جديدة للخدمة بمهمات مختلفة، وقد شاهد العدو والصديق هذا التطور خلال معركة سيف القدس المستمرة.

أبابيل

أسدلت كتائب القسام الستار عنها إبان معركة العصف المأكول عام 2014م، وكانت أول مهمة لها فوق مبنى وزارة الحرب الصهيونية "الكرياه" في "تل أبيب" التي كان يقاد منها العدوان على قطاع غزة آنذاك.

وأفصحت الكتائب أنها صنعت طائرات بدون طيار تحمل اسم "أبابيل1" عبر ثلاثة نماذج وهي (A1A) وهي ذات مهام استطلاعية، (A1B) وهي ذات مهام هجومية، (A1C) وهي ذات مهام انتحارية.

وبعد أعوام اغتال العدو الصهيوني المهندس التونسي محمد الزواري، لتكشف كتائب القسام النقاب أن المهندس أحد القادة الذين أشرفوا على مشروع طائرات الأبابيل القسامية.

شهاب الانتحارية

وخلال معركة سيف القدس كشفت كتائب القسام أنها أدخلت سلاحاً جديداً إلى الخدمة يوم الخميس الموافق 13 مايو 2021م، وهي عبارة عن طائراتٍ مسيرة انتحارية من طراز "شهاب" محلية الصنع.

واستخدمت الكتائب هذا النوع من الطائرات لأول مرة في استهداف منصة الغاز في عرض البحر قبالة ساحل شمال غزة ظهر الأربعاء الموافق 12 مايو، وذلك رداً على العدوان الصهيوني المتواصل على أبناء شعبنا في قطاع غزة، واغتيال ثلةٍ من قادة ومهندسي القسام.

كما استهدف القسام من خلالها مصنع الكيماويات في "نير عوز" شرق قطاع غزة وتحشداتٍ عسكريةً على تخوم قطاع غزة ظهر الخميس 13 مايو، وأظهر مقطع فيديو نشره القسام لحظة ارتطام الطائرة المفخخة بالمصنع وانفجارها.

الزواري الاستطلاعية

وتعد "الزواري" أحدث ما كشفت عنه كتائب القسام من أسلحة أدخلتها في الخدمة ضمن عملية "سيف القدس" بهذا الاسم تيمنًا بالشهيد القسامي المهندس التونسي محمد الزواري.

ونشرت الكتائب يوم الأربعاء 19 مايو 2021م مقطع فيديو يظهر طائرة "الزواري" المسيرة ترصد مواقع لجيش العدو  خلال طلعة جوية لها، وعادت لقواعدها بسلام.

وأمام حالة الإفلاس لدى العدو، تتوالى مفاجآت كتائب القَسام التي طمأنت شعبها وأرعبت بها أعداءها، كما دأبت على مفاجأة الجميع في كُل معركة ومواجهة يخوضها مُقَاتلوها، وما خفي أعظم.