يعملون ليل نهار تحفهم رعاية الرحمن، ولا يعرفون للراحة طعما، يتسلمون مهامهم الملقاة على عاتقهم دون كلل أو ملل، ينطلقون إلى أعمالهم بسرعة الريح مرتدين زيهم الرسمي، ويحفظون أبناء وطنهم من الحرائق غير آبهين بألسنة النيران التي قد تطال أحدهم.
ساعات طويلة من العمل ومحاولة اخماد النيران التي قد تشب في أي مكان سواء منزل أو محل أو منشأة تجارية، أو إنقاذ أشخاص عالقين، فجل همهم هو إنقاذ أرواح المواطنين وضمان سلامتهم وممتلكاتهم.
هكذا هم رجال الدفاع المدني.. من مهمة إنقاذ إلى أخرى، ومن مهمة إطفاء لمهمة أخرى مماثلة دون دقائق من الراحة، وهم بذلك يكونوا في صراع دائم مع الحرائق وألسنة النيران داخل المنازل.
لليوم الحادي عشر على التوالي من شن الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة تعاملت طواقم الدفاع المدني مع 910 مهمات مختلفة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأفادت مديرية الدفاع المدني، أن طواقمها انتشلت جثامين عدد من المواطنين إثر استهدافات إسرائيلية مختلفة، ونفذت 210 مهمات إسعاف لمواطنين أصيبوا جراء العدوان، ونقلتهم للمستشفيات.
كما نفذت طواقم الإنقاذ 175 مهمة نتيجة حوادث استهداف منازل للمواطنين، واستهداف أراضي زراعية، واستهداف منشآت صناعية وبنوك ومواقع للمقاومة، كما نفذت طواقم الإطفاء 525 مهمة إخماد حرائق معظمها بسبب العدوان.
بدوره؛ دعا مدير عام الدفاع المدني في قطاع غزة، اللواء زهير شاهين، دولتي مصر والأردن للعمل بشكل عاجل على إدخال الدعم اللازم للجهاز بالطواقم والمعدات، في ظل العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وطالب اللواء شاهين، خلال مؤتمر صحفي ظهر الأربعاء، بتوفير العتاد اللازم لعمل جهاز الدفاع المدني، ليستطيع مواجهة المخاطر التي تهدد بشكل جدي أرواح المواطنين والمجتمع المحلي في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل.
وقال: "نطالب الأخوة الأشقاء في مصر وقطر والأردن، وباقي العواصم العربية والإسلامية بضرورة الدعم العاجل لهذا الجهاز الخدماتي والإنساني بالطواقم والمركبات، وخاصة الإنقاذ والإطفاء والإسعاف".
وأهاب شاهين بالمؤسسات الحقوقية في قطاع غزة وخارجه، للضغط على الاحتلال من أجل السماح بإدخال كل ما يحتاجه الجهاز من معدات وإمكانات لوجستية وفنية.
وأوضح أنه "بعد ثلاثة حروب أتت على جميع مكونات وإمكانيات الجهاز، لم يتبقّ لنا سوى مركبات متهالكة، وعتاد بالٍ لا يرتقي لمستوى الحدث، ولا يلبي سرعة الاستجابة للحوادث الكبرى".
ولفت مدير عام الدفاع المدني إلى أن العدوان الإسرائيلي الحالي، أحدث دماراً هائلاً في البنية التحتية لقطاع غزة، حيث تركزت هجمات الاحتلال على استهداف المواطنين الآمنين والعزل من أطفال ونساء وشيوخ.
وكشف عن قيام الأطقم العاملة في الجهاز بأكثر من 900 مهمة منذ بداية العدوان، ما بين إنقاذ وإطفاء وإسعاف وتدخل سريع منذ بدء العدوان، رغم قلة الإمكانيات وشح الموارد الممنوع دخولها منذ أكثر من 15 عاما لهذا الجهاز الإنساني والخدماتي.
وعرّج اللواء شاهين، إلى استهداف الاحتلال الإسرائيلي استهدف أربع بنايات سكنية مأهولة بالسكان، وتدميرها فوق رؤوس ساكنيها بدون إنذار مسبق، في شارع الوحدة بمدينة غزة مساء السبت الماضي.
ولفت إلى أن طواقم الدفاع المدني سارعت بانتشال وإنقاذ بعض المواطنين العالقين من تحت ركام المنازل المدمرة بطرق وأدوات البدائية وبسيطة.
وقال إن طواقم الدفاع المدني أنقذت 22 مواطنًا كانوا على قيد الحياة، فيما استخرجت جثامين 26 شهيدًا من تحت ركام المنازل التي استهدفتها طائرات الاحتلال، في تلك المنطقة.
وأوضح أن وزارة الأشغال والقطاع الخاص ساهموا بالرافعات والآليات الثقيلة الخاصة بهم، للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ، مما ساعد بشكل كبير في إنقاذ العديد من الأرواح.