ضُباط الإسعاف جنودٌ مجهولون حملوا على أكفهم رسالة إنقاذ أرواح بريئة جّل حلمها العيش بأمان وسلام على أرضها وفي كنف اسرتها، حيث بدأ ضباط الإسعاف عملهم وفق خطة الطوارئ المعمول بها وقت الازمات والعدوان على قطاع غزة.
لم يتوان ضابط الإسعاف "طلال طه" من التوجه لأماكن القصف بعد ثوانٍ من سماع القصف، واندلاع النيران الملتهبة في كل انحاء القطاع، غير آبه بأزيز الطائرات المزمجرة، يعمل وفق خطة أصبح خبيرا بتفاصيلها، جل همه انقاذ أرواح بريئة وتقديم طوق النجاة لأجساد لا زالت تدب فيها بقايا روح، أو نقل أجساد تحولت الى اشلاء ونقلها الى المستشفيات.
وقال "طه" مهما تحدث الإنسان عما رأى فلا يمكن أن يوصل الصورة الحقيقية لما يحصل على أرض الواقع من دمار ووقوع شهداء وجرحى، مردفا "عملنا امتد إلى عدة مناطق استهدفها الاحتلال، لنتنقل بسيارة الإسعاف من مكان الدمار الى المستشفى لإنقاذ أرواح الضحايا الذين وقعوا فريسة لطائرات الاحتلال".
وتابع "طه"، "إنقاذ الأرواح أولوياتنا"، "فبمجرد سماعنا أي قصف قريب منا كنا نتوجه مباشرة إليه في محاولة لإنقاذ المواطنين من تحت الأنقاض، أعداد كبيرة من الإصابات والشهداء تم نقلهم إلى المستشفيات، وكان أكثرها تأثيرًا فينا الأطفال الذين تناثرت جثامينهم ".
وأضاف طه" انتهى العدوان بكل ألمه وأوجاعه ولا زالت ملامح الأطفال والنساء الذين خرجوا من بيوتهم يملأهم الرعب يتفقدون ذويهم تداهمنا، فنحن كضباط إسعاف نحمل في جعبتنا الكثير من المشاعر والصور المؤلمة ونجبر أنفسنا على تجاهلها في سبيل انقاذ أرواح الأبرياء".
ونوه "طه" ان المواطنين باتوا أكثر تفهما في أوقات العدوان، فهم يتركون المصاب لضباط الاسعاف للتعامل معه ومحاولة إنقاذه.
وفي تعقيب له، أشاد رئيس اللجنة العليا للطوارئ أ. اياد زقوت بروح التعاون والتكاتف لطواقم الإسعاف من وزارة الصحة، والهلال الأحمر الفلسطيني، والخدمات الطبية العسكرية، والدفاع المدني الذين سطّروا أبهى صور التضحية لتقديم واجبهم الإنساني في خدمة المواطنين.
وأشار إلى أن مجموع المهام الكلي التي قام بها الإسعاف والطوارئ خلال العدوان على غزة والذي استمر لمدة ثلاثة أيام من 5/8 ولغاية 7/8/2022 كانت (780) مهمة، حيث استمرت في تقديم خدماتها في نقل حالات الكلى، وحالات العناية المركزة، وحالات الاشعة التشخيصية، الى جانب نقل المصابين والمرضى ما بين المستشفيات واستدعاء ونقل الطواقم الطبية.