وكالة الرأي الفلسطينية الإعلام الحكومي: قرار الاحتلال "الإسرائيلي" بإغلاق قناة الجزيرة ومصادرة مقدراتها جريمة قانونية وفضيحة مُدوية وانتهاكاً صارخاً لحرية الرَّأي والتعبير وكالة الرأي الفلسطينية الإعلام الحكومي: تزداد معاناة شعبنا نتيجة عدم توفر السيولة النقدية ما ينذر بكارثة اقتصادية ومالية كبيرة وكالة الرأي الفلسطينية الإعلام الحكومي: نهيب بعدم استخدام الزي الصحفي في أية أمور إغاثية أو تقديم مساعدات حفاظاً على خصوصية العمل الصحفي وقيمته وكالة الرأي الفلسطينية الإعلام الحكومي: الصحفيون في قطاع غزة برعوا في إيصال رسالتهم الإعلامية بصورة مذهلة وقدموا مئات الشهداء والجرحى والمعتقلين وكالة الرأي الفلسطينية الإعلام الحكومي: متوسط دخول شاحنات المساعدات اليومية يبلغ 163 شاحنة وهذا يتنافى مع التصريحات الأمريكية ومزاعم الاحتلال وكالة الرأي الفلسطينية الإعلام الحكومي: العمال في قطاع غزة يعيشون ظروفاً إنسانيةً غير مسبوقة في ظل ارتفاع نسبة البطالة لـ75% وارتفاع نسبة الفقر لأكثر من 90% وكالة الرأي الفلسطينية الإعلام الحكومي: نحذر من تكرار حوادث انفجار مخلفات الاحتلال في منازل المواطنين وكالة الرأي الفلسطينية الإعلام الحكومي ينشر تحديثاً لأهم إحصائيات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال لليوم (205) – الأحد 28 أبريل 2024م وكالة الرأي الفلسطينية الإعلام الحكومي: عدد شاحنات المساعدات التي دخلت قطاع غزة خلال هذا الأسبوع (١٠٦٣) شاحنة فقط وكالة الرأي الفلسطينية رابط درايف | وثائق صور وفيديوهات حول ارتكاب الاحتلال لجرائم ضد الإنسانية في مجمع ناصر الطبي
أخبار » تقارير

"الحلاق".. موظف حكومي تفانى بعمله حتى نال الشهادة

07 آيار / ديسمبر 2015 02:25

هاني الحلاق خلال تكريمه قبل استشهاده
هاني الحلاق خلال تكريمه قبل استشهاده

​غزة - الرأي – سمر العرعير

ما أن يدق جرس الساعة معلنا عن نهار يوم جديد، تجده يهرع مسرعاً تجاه ما اعتاد عليه لتجهيز نفسه لاستقبال يوم عمل لا يعرف ماهيته بعد.

وبالرغم من عدم تقاضيه راتباً لعدة أشهر إلا أنه كان يُصر دوما على مواصلة عمله ، لاستمرار الحياة في قطاع تكالب الجمع عليه ، ليفقدوه معنى الحياة ، ومن هنا وهناك تبقى الإرادة في أكمال الرسالة وتلبية القسم بأن نبقى مخلصين لله وللوطن ، حتى الرمق الأخير من حياته.

هندسة حاسوب

حديثنا في هذا التقرير عن الشهيد البطل هاني الحلاق الموظف في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

ولد الشهيد هاني في العام 1985 في أسرة مكونة من ستة أفراد الأب والأم وهاني وأحمد وأسامة وأشرف ، ليعيشوا حياتهم بعيدا عن الوطن حيث الإمارات العربية ، إلا أن شهيدنا البطل لم يقبل بأن يبقى بعيدا عن فلسطين ، فيهرب من غربة حرمته من غزة ، قادما إليها ، حيث الحنين ، ولإكمال دراسته الجامعية ليدخل تخصص هندسة الحاسوب IT  في جامعة الأزهر .

ليصفه ابن عمته خالد الكحلوت بالشمعة التي تحترق من اجل الآخرين ، فبعد وفاة والدته في العام 1997 ووفاة والده في العام 2009 ، عاش في بيت عمته الوحيدة في خانيونس ، أعتمد خلالها هاني على نفسه فكان عصاميا حتى التخرج .

ويضيف " بعد التخرج عمل الشهيد في شركات الانترنت وال IT  فكان بمثابة الأب والأم لإخوانه اشرف وأسامة وأحمد ، فتحمل المسؤولية باكرا بعد وفاه والديه ، حتى أدخلهم الجامعة ، حتى انهوا دراستهم الجامعية "

سكن شهيدنا في بيت للإيجار تاركا شقة العائلة لإخوانه ، فكان مضحيا ، وكان مخلصا في عملة في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، يحب ويحترم زملائه ، يعمل بصمت كل ما يطلب منه دون تذمر أو شكوى .

وأضاف الكلحلوت "لقد كان مجتهدا في عمله حيث نفذ العديد من البرامج والمواقع الالكترونية للعديد من الوزارات والمؤسسات".

وأمضى الشهيد الحلاق حياته خادما للجميع متواضعا صائما قائما ، محبا للخير أينما كان ، حتى الأنفاس الأخيرة ، حيث استشهد هو وزوجته وابنه ووالدة زوجته وزوجة ابنها ، باستهداف طائرات الغدر الصهيونية للشقة التي كان يسكنها في برج الداعور بحي الرمال ، ليغادر هاني عالمنا بعد حياة مليئة بالحب والتضحية ، لكل من عرفهم .

وأكد الكحلوت أن الموظف في حكومة غزة يستحق بان يأخذ مستحقاته على أكمل وجه ، وأن ما ستمنحه الحكومة للجمعيات الإسكانية يعتبر جزء بسيط أمام التضحية التي قدمها ويقدمها هؤلاء الموظفين.

أثر كبير

أما زميله في العمل محمد النزلي من العلاقات العامة والإعلام بالوزارة قال " لقد كان لخبر استشهاده أثرا كبير في نفوس زملائه ، لما كان يمثله الحلاق من إخلاص في العمل ، وحبه وتفانيه لزملائه".

وأضاف النزلي : "لقد  كان زميلنا هاني في مقدمة زملائه للمشاركة في كافة الأنشطة اللامنهجية التي كانت تدعو لها العلاقات العامة والإعلام بالوزارة كالإعتصامات وحملات التبرع بالدم والأنشطة الاجتماعية والرياضية والثقافية التي كانت تشارك بها الوزارة".

وأشار إلى أن الشهيد الموظف الحلاق كان يلتزم بكل جد واجتهاد حيث تميز الشهيد باحترام المواعيد وحرصه على الصلاة جماعة مع زملائه في إدارته ، فكان محبوباً ويتمتع بحسن السيرة وعرف بإخلاصه وحبه لعمله وعرف بحب زملائه إليه لما يتميز بقلبه الطيب والكبير".

من ناحيته، وصفه مديره في الوزارة  إبراهيم أبو جلمبو بالعاشق لعمله كمبرمج تطبيقات ويب ، وحرصه الدائم على تطوير وتصميم موقع الوزارة الحالي بالإضافة إلى مجموعة من مواقع الوزارات ، إلى جانب تطوير وبرمجة بوابة الخدمات الحكومية eportal.gov.ps وبرنامج التدريب الحكومي .

جد واجتهاد

وقال أبو جلبمو "كان محبا لعمله صادقا في عطائه ، وعلاقته الطيبة مع جميع زملائه ، لقد كان انتماءه لعمله كبير جدا ، وبالرغم من عدم تقاضيه راتبا إلا انه كان يعمل بكل جد واجتهاد وكان في كثير من الأحيان يتجاوز عدد ساعات العمل فيتأخر بعد الدوام".

وأكد أن الشهيد قد عانى كثيرا كغيره من الموظفين حيث السكن بالإيجار ، والظروف المادية الصعبة ، لافتا إلى أن ذلك لم يثنيه عن مواصله عمله بكل جد واجتهاد ، مشددا على أن إعطاء الموظف حقه واجب وطني واخلاقى .

بدوره ، عرج المستشار محمد عابد رئيس ديوان الموظفين العام  على الموضوع فقال " ليس غريبا على الذين يفنون أعمارهم خدمة لوطنهم وشعبهم في أحلك الظروف وتحت القصف أن يقدموا أرواحهم ودمائهم لرفعة وطنهم فقد بلغ عدد الشهداء من الموظفين في الجهاز الإداري الحكومي المدني قرابة (70) شهيداً يتم صرف راتب لـعدد (58) منهم والباقيين معاملاتهم قيد الإجراء،  وفي الجهاز العسكري أضعاف ذلك.

وأكد عابد على أن قرار تخصيص قطع الأراضي الحكومية هو حق للمواطنين كافة والموظفين خاصة وهو سلوك قانوني سليم لاغبار عليه.

وأضاف "إذا كان التخصيص من صلاحيات المندوب السامي سابقا فليس على الشعب الفلسطيني الارتهان للمندوب السامي بعد رحيله وخصوصا أن القانون الأساسي ينظم صلاحيات السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية والقانون حدد صلاحيات رئيس السلطة وحدد للسلطة التنفيذية  صلاحياتها".

ولفت إلى أنه في إطار الهيكل التنظيمي والإداري والتنفيذي واستناداً للزعم بصلاحيات المندوب السامي  البريطاني فيكون وزير الداخلية ممثلاً للمندوب السامي فيما يخص وزارته ، ووزير الاقتصاد ممثلا للمندوب السامي فيما يخص وزارته ، ورئيس سلطة الأراضي ممثلا للمندوب السامي فيما يتعلق بسلطة الأراضي وهكذا  وهو بذلك يوقع على مئات القرارات بصفته رئيس سلطة الأراضي ، إن أراد هؤلاء العودة بنا لزمن الانتداب البريطاني والعمل بقوانينه .

وتابع " من وجهة نظري  ( وبشكل قانوني ) فإن التخصيص مقابل كامل ثمن الأرض هو إجحاف بحق الموظف والأصل أن يتم إعفاؤه من جزء كبير  من ثمن الأرض تطبيقا للقانون كونه تم تنفيذه للموظفين السابقين والأصل إقامة العدالة بين موظف الأمس وموظف اليوم والمعاملة بالمثل  .

وبين أن المتباكين على الأراضي الحكومية ينقسموا  مابين حسني النية وسيئي النية ، فقال " أما حسني النية فنقول لهم أن من قدم دمه لوطنه فلن يخذل هذا الوطن بل يزداد ثباتاً وانتماءُ ، والقرار منطلقاته قانونية وتصب في المصلحة العليا سيما وان أماكن التخصيص تهدف إلى نشر السكان فيها وتوزيعهم عليها والاستثمار الأمثل فيها ،  والأمر ليس مقصوراً على الموظفين بل متاح للمواطنين كافة "

وتابع عابد "أما سيئي النية فلن تنفع معهم حجة قانونية أو رأي يستند إلى قانون ولا داعي للانشغال بهم".

وأشاد رئيس الديوان بجهود الموظفين وضرورة الوقوف لهم وقفه إجلال وكبار لصمودهم الاسطورى، لا سيما الموظفين الثابتين في مواقعهم الوظيفية الحريصون على خدمة شعبهم ووطنهم.

متعلقات
انشر عبر
إستطلاع للرأي
جاري التصويت ...
ما مدى رضاك عن أداء المؤسسات الحكومية بشكل عام؟