توحدت أصوات المنابر وفرقتها المسافات والحدود والمعابر المجحفة، وخرجت الكلمة واحدة تنادي "الحرية لأسرى فلسطين"، من مصر ولبنان والعراق وتونس والجزائر وقطر وسوريا والسودان، من موريتانيا وفرنسا والبوسنة وبلجيكا، والعديد من الدول العربية والأجنبية، فجال صوت الأسير الفلسطيني بين قارات العالم تلخصت في مئة وستين من الإذاعات والفضائيات المحلية والدولية.
هذه الموجة الإعلامية الأولى من نوعها، جمّعت الدول العربية والدول الأوربية وبين مدن الضفة المحتلة وأخيراً كانت إذاعة الرأي من قطاع غزة سبباً في جمع هذه المنابر في يوم الأسير الفلسطيني، لتنادي بصوت واحد يعزف حرية وينادي بفطرة إنسان يهوى العيش دون قضبان.
وزارة الإعلام المتمثلة بالمكتب الإعلامي الحكومي هي المسؤول المباشر عن تنسيق هذه الفعالية، بداية من الدعوة إلى التغريد الفاعل تجاه إنعاش قضية الأسرى والمطالبة بالإفراج عن أكثر من ستة آلاف أسير، مروراً بتوحيد الموجة الإعلامية الدولية تحت محطة فلسطينية بحتة تُعرف بحياة الأسير التي تخفى على عوام الناس وعلى وسائل الإعلام بشكل عام.
رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في وزارة الإعلام سلامة معروف قال في افتتاح هذه الموجة الإذاعية التي بدأت اولى محطاتها من منبر إذاعة الرأي الفلسطينية أن الانتصارات لا تأتي بالضربة القاضية، لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني بدأ يلتفت إلى قضيته بشكل فاعل على عكس السنوات الماضية.
وأكد معروف على أن تزامن يوم الأسير الفلسطيني مع مسيرات العودة له الأثر الكبير على هذه القضية التي لاقت هبوطاً إعلاميا في الآونة الأخيرة، واعتبر أن هذه المرحلة هي فرصة ذهبية لإبراز معاناة الأسرى والمطالبة القوية في إتمام صفقة تبادل أسرى كـ"صفقة الأحرار"، وكذلك على الصعيد الإعلامي في تصدرها للأنشطة والفعاليات المنظمة على خطوط التماس مع قوت الاحتلال أمام الحدود الفاصلة مع الأراضي المحتلة، وكذلك يمكن لها أن تفضح ممارسات الاحتلال ضد الاعتصامات السلمية التي يقابلها الاحتلال بإطلاق النيران والرصاص الحي إلى صدور الشباب الأعزل من فوهة ترسانة عسكرية تجابه صدور عارية إلا من الإيمان بحتمية الحرية والعودة.
وبين معروف أن دور الإعلام يجب أن يمارس واجبه في هذه المرحلة من خلال فضح ودحض الرواية الإسرائيلية، داعياً إلى التغريد الجماعي عبر مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي لصالح يوم الأسير الفلسطيني.
وتعمل وزارة الإعلام على الخروج بتغطيات إعلامية وإصدار تغريدات جماعية بعدة لغات أبرزها العربية والأجنبية ولغات عدة، لتصل إلى أصحابها وتغير ما عاش في الأذهان على مدى سنوات.
فيما أكد وكيل وزارة الأسرى الفلسطينية بهاء المدهون، على أن الأسير الفلسطيني يمارس عليه إجرام غير مسبوق، ضاربا الاحتلال بعرض الحائط كل القوانين والأحكام التي ترعى حقوق الإنسان في العالم، فهذا الاحتلال يمارس الارهاب الرسمي والممنهج أمام مرأى ومسمح من العالم، معتبراً أن الصمت الدولي يدفع بالمزيد من هذا الإجرام ومظلومية الأسرى.
وطالب المدهون من الشعب الفلسطيني بمزيد من رفع منسوب الاهتمام لقضية الأسير الفلسطيني الإنسان المجبول على فطرة الحرية والقابع خلف القضبان لعشرات السنين، واصفا صعوبة الوضع الذي يحياه الشعب الفلسطيني من خنق وتضيق وحصار ومحاربة في قوت يومهم، إلا أنه يبقى صاحب قضية لا يمكنه التنازل عنها.
ورصد نادي الأسير الفلسطيني نحو مليون مواطن فلسطيني خاض تجربة الاعتقال والأسر داخل معتقلات الاحتلال منذ حرب التهجير عام48، ويقبع في هذه المرحلة ستة آلاف وخمسمئة أسير فلسطيني داخل سجون الاحتلال بينهم نساء وأطفال وقاصرين ومئات المرضى.
وترنو المقاومة الفلسطينية إلى هدف تبييض السجون من الأسرى الفلسطينيين من خلال صفقة تبادل بين الأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال وبين أسرى جنود الاحتلال في قبضة المقاومة.