يعملون ليل نهار تحفهم رعاية الرحمن، ولا يعرفون للراحة طعما، يتسلمون مهامهم الملقاة على عاتقهم دون كلل أو ملل، ينطلقون إلى أعمالهم بسرعة الريح مرتدين زيهم الرسمي، ويحفظون أبناء وطنهم من الحرائق غير آبهين بألسنة النيران التي قد تطال أحدهم.
ساعات طويلة من العمل ومحاولة اخماد النيران التي قد تشب في أي مكان سواء منزل أو محل أو منشأة تجارية، أو إنقاذ أشخاص عالقين، فجل همهم هو انقاذ أرواح المواطنين وضمان سلامتهم وممتلكاتهم.
هكذا هم رجال الدفاع المدني.. من مهمة إنقاذ إلى أخرى، ومن مهمة إطفاء لمهمة أخرى مماثلة دون دقائق من الراحة، وهم بذلك يكونوا في صراع دائم مع الحرائق وألسنة النيران داخل المنازل.
ولا يتوقف عمل رجال الدفاع المدني هنا، ففي حالات المنخفضات الجوية تجدهم على أهبة الاستعداد للقيام بعملهم، وعلى جهوزية تامة لأي حدث أو طارئ، وتبين ذلك من خلال دور أفراد الدفاع المدني خلال الأيام الماضية التي اشتدت فيها المنخفضات الجوية ولا تزال حتى الآن مستمرة، حيث اخلاء الكثير من العائلات التي غرقت منازلها جراء الأمطار الغزيرة.
جهوزية تامة
الناطق باسم جهاز الدفاع المدني بغزة رائد الدهشان أكد أنهم من باب المتابعة للأرصاد الجوية فقد أعلنوا الاستنفار والجهوزية ورفع مستوى الطواقم والأفراد، وتحديد الأماكن التي من الممكن أن تتعرض للغرق.
وقال الدهشان في حديث خاص لـ"الرأي": تم تفقد المعدات اللازمة، ولدينا خطة متكاملة ومتجانسة، وفي كل منخفض يتم تجهيز دوريات متنقلة ومتابعة الأماكن التي يوجد بها ارتفاع في منسوب المياه"، مشيرا على أنه في حال وجود خطر يمكن للمواطنين الاتصال على الرقم المجاني 102.
وحول دور طواقم الدفاع المدني والمخاطر التي يواجهونها خلال عملهم، أوضح أن الطواقم تعمل بمهنية عالية، حيث يرتدي رجل الإطفاء الزي الخاص والخوذة وكمامة الاكسجين، لافتا إلى انه من النادر ما تخرج الأمور عن السيطرة، ولكنه يتم تفاديها في نفس الوقت.
وفيما يتعلق بالمعيقات، أضاف:" لدينا كادر يعمل بروح الفريق الواحد، وهو ما يخفف من حدة أي صعوبات"، منوها إلى أن الجانب الإسرائيلي يمنع منذ أكثر من 12 عام إدخال أي سيارات جديدة خاصة بالدفاع المدني.
وتابع قوله:" يوجد لدينا بغزة 17 موقع للدفاع المدني، في كل موقع سيارة اسعاف وسيارة إطفاء وسيارة انقاذ، وهي قليلة بالمقارنة بالمواقع الموجودة، وجميعها متهالكة مر عليها أكثر من 20 عاما".
71 مهمة بثلاثة أيام
وخلال أيام المنخفض الذي ضرب قطاع غزة منذ نهاية الأسبوع الماضي، نفذت طواقم المديرية العامة للدفاع المدني الفلسطيني 71 مهمة على مدار ثلاثة أيام.
وأوضح تقرير إحصائي صادر عن الدفاع المدني أن المهام التي نفذتها طواقم المديرية خلال الأيام الثلاثة الماضية شملت 27 مهمة إطفاء، و17 مهمة إنقاذ، و27 مهمة إسعاف.
ولفت التقرير إلى أن طواقم الدفاع المدني في محافظة رفح نفذَّت عملية شفط مياه الأمطار في عدد من المنازل في منطقة الصيامات شمال المحافظة جنوب قطاع غزة، فيما تمكنت من سحب عدد من المركبات غرقت في بركة النجيلي غرب المدينة جراء المنخفض الجوي.
وذكر أن طواقم الدفاع المدني في محافظة خانيونس نفذت عدة مهام إنقاذ لانهيار ألواح زينكو من منازل المواطنين جراء المنخفض الجوي، بالإضافة لانهيار جدران منزل في حي الأمل.
1260 مهمة
وخلال العام الماضي 2019، نفذَّت طواقم الدفاع المدني بمحافظة شمال غزة 1260 مهمة، تنوعت بين مهام إطفاء وإنقاد وإسعاف ودورات تدريبية ومتابعة للمصانع والمنشآت.
وبلغت مهام الاطفاء 327 مهمة، بينما نفذت طواقم الانقاذ 82 مهمات انقاد وشملت سحب سيارة واسناد حريق، وفتح شقق مغلقة على أطفال.
وإلى جانب ذلك، نفذت فِرق الاسعاف والطوارئ 314 مهمة لإنقاذ المواطنين نتيجة الحرائق وحوادث الطرق وحالات مرضية وغيرها، فيما نفذ قسم التدريب 35 دورة استهدفت الطلاب والمؤسسات المجتمعية والحكومية استفاد منها 6919 مواطن.
وفي الإطار ذاته، نفذ قسم المتابعة والتفتيش عدد 502 من جولات التفتيش وجولات أمن وسلامة على المصانع والمنشآت والحرف بمحافظة الشمال.
جدير بالذكر، أن طواقم الدفاع المدني على مدار الساعة على أهبة الاستعداد لتلبية استغاثات ونداءات المواطنين على الرقم المجاني 102.