مع قدوم عيد الفطر السعيد تستعد الأسر الفلسطينية كغيرها من الأسر العربية والإسلامية للاحتفال بالعيد بصناعة الكعك الذي يُعد أهم مظاهر الاحتفال إلى جانب الملابس الجديدة.
وعلى الرغم من أن الكعك والمعمول يباعا جاهزاً في المخابز إلا أن بعض الأسر تعده في البيت، لأن صناعته داخل البيوت تبقى ذات نكهة وبهجة مختلفة، ولا سيما وأنه يعتبر من أجمل وأهم الطقوس المميزة لاستقبال عيد الفطر المبارك لدى الصغار والكبار.
ومع الوقت، اعتُبر الكعك من المأكولات الخاصة بالأعياد والمناسبات واشتُهر ليكون من أهم الحلوى المقدمة على المائدة في أول أيام عيد الفطر المبارك، ويبدأ تحضيره والإعداد له خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان.
وصناعة الكعك والمعمول في الأعياد والمناسبات عادة قديمة اخترعها القدماء المصريين، وسُموه بـ''القرص''، وقد ارتبطت هذه العادة باحتفالات وأفراح الفراعنة، وقد امتدت هذه الصناعة من عهد الأسر الفرعونية إلي عهد الدولة الحديثة وصولًا إلي القرن الـ21.
ولم تختلف صناعة الكعك حتى اليوم، فالقدماء كانوا يستخدمون نفس المكونات التي تستخدم حاليًا في صناعة الكعك، ويقومون بتشكيل العجين بأشكال مختلفة، ويحشونه كما هو الوضع الحالي.
العشر الأواخر
صاحب محل الجوهرة لبيع الكعك يقول لـ "الرأي": "في العادةِ يبدأ بيع الكعك في العشر الأواخر من رمضان، ورغم أن الكعك موجود طوال العام إلا أنَّ الإقبال على شرائه يكون بشكل أكبر وقت عيد الفطر؛ لأنه "موسم" كما يقولون، ويكون حظ الكعك بأنواعه من الشراء هو الأكبر.
وقال: "تعتبر الأسعار هذا العام مثل العام الماضي بالرغم من ارتفاع أسعار السكر والدقيق"، مشيراً إلى أن تكلفة سعر الكعك الجاهز أقل من تكلفةِ صنعه في البيت، ويرجع هذا لأسعار الجملة التي نشتري بها المكونات ولسر الصنعة من جانب آخر.
طريقة العمل والمكونات
ويوضح صاحب المحل آلية إعداد "الكعك والمعمول"، قائلاً: " قوم بخلط المقادير المكونة من (السميد، والسمنة، والسيرج) بنسب متفاوتة، حتى تتداخل المكونات مع بعضها وتكون عجينة متماسكة سهلة في الاستخدام والتدوير، ومن ثم نشكلها على الشكل الذي نريده.
ويُحشى الكعك والمعمول بحشوات مختلفة ومتنوعة ومن أشهرها "العجوة" أو المكسرات، وعادةً ما يُصنع من دقيق القمح، مشيرةً إلى أن الكعك والمعمول تُشكل بأشكال مختلفة تُساعد على التعرف على نوع الحشو الموجود بداخلها.
استقبال العيد
وتعتمد النسوة خلال هذه الأيام القلية التي لا تفصلنا عن عيد الفطر المبارك على تنظيف البيوت وتزيينها وإعادة ترتيب أثاث البيت مثلما تفعل أم يوسف التي قالت لوكالة "الرأي"، إن العيد فرصة لإعادة ترتيب أثاث البيت وتزيينه بكل ما يمكن أن يعطي للبيت صورة أنقى، تزامناً مع هذه المناسبة السعيدة التي تكون فرصة لتبادل الزيارات وصلة الرحم، إضافة إلى صناعة الحلويات.
وحول طريقة صناعة الكعك تقول: "أقوم بشراء الأغراض اللازمة لصناعة الكعك وخلطها قبل يوم من تجهيز الكعك، حتى تتداخل وتكون عجينة متماسكة سهلة في الاستخدام والتدوير".
وتابعت قولها "في اليوم التالي أجتمع أنا وبناتي ونساء أولادي لإعداد الكعك وتجهيزه، وسط فرحة غامرة مرسومة على وجوههم وعلى وجوه الصغار الذين يقفون ترقباً لخبز الكعك حتى يأخذوا نصيباً منه".
من جهة أخرى، هناك من النساء العاملات اللواتي لا يستطعن صناعة هذه الحلويات في المنزل لضيق الوقت، وبالتالي يلجأن إلى طلبها من محلات بيع الحلويات الجاهزة بيوم أو يومين قبل حلول عيد الفطر المبارك.
الموظفة دينا العجوري قالت " للرأي": "إنني أعمل طوال الأسبوع وأصل إلى البيت منهكة من التعب وليس لدي الوقت لإعداد الحلوى في المنزل، فأنا بالكاد أحضر مائدة الإفطار".
من جهتها، رأت الحاجة أم أحمد سالم ، أن شراء الحلوى جاهزة يوفر الجهد والتعب، بالإضافة إلى تجنب بعض المشاكل كاحتراقها أو عدم التقيد بمقادير الوصفة.
أما الحاجة عائشة بارود فقالت لوكالة " الرأي" أن هناك أسر تُفضل شراء الكعك جاهزًا من المحلاتِ ربما لعدم إتقانهم طريقة الصنع أو حتى يُوفِّروا من الوقت والجهد في أيام تكون للعبادة فيها الأولوية.
وأضافت: "لا مفر في كل الأحوال من تقديم كعك للضيوف والزائرين أيًّا كان مصدر هذا الكعك سواء أكان مصنوعًا منزليًّا أو تمَّ شراؤه من المحل أو كان عبارة عن هدية من أحد الجيران".